أكدت قيادات طرابلس الروحية والسياسية ان «المدينة ليست بيئة حاضنة للارهاب وانها مع الدولة ومؤسساتها وانها ترفض كل تشويه لصورتها الحضارية بأنها مدينة العلم والعلماء والعيش المشترك». جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقد في منزل مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار مع وفد من فاعليات بيروت، في حضور وزير العدل اشرف ريفي، وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، عضو كتلة «المستقبل» النائب جان اوغاسابيان والمطران جورج ابو جودة. واشار الشعار الى انه «يوم مبارك ان تستقبل طرابلس ضمير بيروت الذي يتمثل بهذا الوفد النخبوي والنوعي والمؤثر في الجانب السياسي والاقتصادي والاعلامي، وان نلتقي في موقف متضامن، صحيح ان طرابلس مظلمومة ومهملة، وان الفقر عشش في كثير من مناطقها، لكن ليست لها علاقة بالارهاب، فطرابلس والارهاب لا يلتقيان». وأضاف: «طرابلس كانت وستبقى مدينة للسلام والعيش المشترك والوحدة والوطنية، ولن تتغيّر رغم الحملات الاعلامية المشبوهة والمغرضة لتشويه سمعتنا وللمساس بهويتنا الوطنية. نحن كلنا فخر واعتزاز بمدينتنا التي وقفت مع الدولة واختارت الوطن ودعمت الجيش وفتحت قلبها للافكار وللمذاهب ولسائر الشرائح الوطنية والسياسية والمذهبية والدينية». واذ اكد ان «طرابلس لا تريد الا حقّها من الدولة»، شدد على ضرورة «انشاء صندوق لطرابلس والشمال ومجلس للاعمال خاص بمناطق الشمال لانها مُهملة منذ 50 سنة». وحيّا الحكومة ورئيسها تمام سلام «على المبادرة التي خصّ بها طرابلس من اجل ترميم شوارعها ومناطقها التي هُدّمت ودُمّرت»، كما حيّا الرئيس سعد الحريري الذي وصفه ب «الامير الشاب» على مبادرته الشجاعة، وذلك ليس مستغرباً عنه، فالولد سرّ ابيه وليست المرة الاولى التي يقف فيها مع طرابلس»، كذلك، حيّا الرئيس نجيب ميقاتي وشقيقه على سرعة مبادرتهما للاهتمام بمنطقة التبّانة». بدوره شكر درباس الرئيس الحريري الذي تبرّع بمبلغ يوازي ما قررته الحكومة، وقال: «هذا قليل على ما تستحقه طرابلس»، منوّهاً «بالدور الذي يقوم به الرئيس تمام سلام والتسهيلات التي نلمسها فعلاً من قبل الرئيس نبيه بري». وقال المطران بو جودة: «تحدثنا عن ان الحوادث التي حصلت، نتيجتها ان عدداً كبيراً من الشبّان الطرابلسيين العاطلين عن العمل يُستعملون كأداة من قبل قوى هدّامة للقيام بهذه الاعمال. ورأينا ان من واجب الدولة والمجتمع المدني تأمين ظروف عمل ملائمة ومناسبة لهم وعندما يستطيعون ذلك اعتقد انهم لن يحملوا حياتهم على كفّهم ويتعرّضون للموت قتالاً». اما اوغاسابيان الذي تحدث باسم الوفد الوطني البيروتي لفت الى «وجود مسؤوليات على الحكومة لإعادة بناء ما تهدم في الاحداث الاخيرة، وعلى الوزارات الامنية وعلى قيادة الجيش العمل على عدم تجديد جولات القتال كل شهرين او ثلاثة، ونتمنى ان تكون الجولة الاخيرة». واعتبر الوزير السابق محمد يوسف بيضون ان «ما أصاب طرابلس اصابنا نحن ايضاً في بيروت. ولن نتركها وحدها، فلدينا من الافكار والرؤيا ما يُساعد طرابلس على التنمية».