قال المحامي تيسير ذياب، وكيل الدفاع عن رجل الدين المتشدد الأردني عمر محمود عثمان المعروف ب «أبو قتادة»، إن القضاء العسكري الأردني «أرجأ أمس (الأربعاء) البت في طلب إخلاء سبيل موكلي للأسبوع المقبل». في الوقت نفسه، قال قريبون من عائلة «أبو قتادة» ان زوجة «أبو قتادة» وأبناءه يستعدون لمغادرة لندن خلال أسابيع بعد ان وافقت السلطات الاردنية على عودتهم الى عمان. وأوضح المحامي ل»الحياة» عبر الهاتف: «كان يفترض أن ترد محكمة أمن الدولة العسكرية (أمس) على طلب تقدمت به قبل 48 ساعة لإخلاء سبيل الشيخ في مقابل كفالة مالية». وأضاف: «كنا نأمل في أن توافق المحكمة على قرار التكفيل منذ اللحظة الأولى»، متوقعاً في حال إخلاء سبيل موكله أن «يخضع لإقامة جبرية». وأفاد بأن «أبو قتادة» أنكر تماما معرفته بالمتهمين في قضايا الإرهاب المنسوبة إليه، قائلاً: «لا توجد أسباب حقيقية لرفض طلب التكفيل». وعن وضع موكله داخل السجن، قال: «أودع مهجعاً يضم العديد من السجناء، وليس في زنزانة انفرادية كما أشاع البعض». وأضاف: «المؤكد أن موكلي في حال جيدة، وينال معاملة حسنة، لقد أخبرني بذلك أثناء زيارتي له أمس (الثلثاء) في استراحة السجن». وأضح أن والد «أبو قتادة»، إضافة إلى أشقائه، «يزورونه باستمرار، وفق ترتيب مسبق مع السلطات». وعبر عن أمله في أن يخضع موكله ل «محاكمة عادلة»، لافتاً إلى أن التهم الموجهة إليه «لا تستند الى أي إثباتات، وأنه نفاها تماماً». ورحّلت بريطانيا الأحد الماضي «أبو قتادة» إلى الأردن، لتسدل الستار على جهود حكومية استمرت 8 سنوات بهدف إعادته الى بلاده لمحاكمته بتهم الإرهاب. وعند وصوله الى عمان، نقل تحت حراسة مشددة إلى محكمة عسكرية، ثم إلى سجن الموقر جنوب شرقي العاصمة. وذلّلت الحكومة الأردنية الشهر الماضي آخر عقبة كانت تمنع نظيرتها البريطانية من إعادة رجل الدين المتشدد إلى وطنه بتوقيعها معاهدة تسليم هدفت الى تهدئة مخاوف قضاة بريطانيين استمدت من أدلة تم الحصول عليها تحت التعذيب قد تستخدم ضده. من جانب آخر، توقع قريبون من عائلة «أبو قتادة» أن يبتعد الأخير عن أي تحرك سياسي أو ديني في حال إخلاء سبيله. وقالوا: «ربما يلجأ الشيخ إلى تجميد أنشطته كافة». وأشاروا إلى أن زوجته وأبناءه «يستعدون لمغادرة لندن، والعودة إلى الأردن خلال أسابيع». وأكدوا أن السلطات الأردنية استجابت مطالب «ابو قتادة» في خصوص السماح لعائلته المقيمة في لندن بالعودة إلى عمان، وقالوا إنها تمتلك شقة صغيرة في منزل العائلة شرق العاصمة. ولدى «أبو قتادة» زوجة واحدة و5 أبناء، 3 بنات وصبيان. وفي حال رحّلوا إلى الأردن، ستوفر الحكومة البريطانية لدافعي الضرائب نحو 40 ألف جنيه استرليني سنوياً، كما سيحرر العشرات من رجال الشرطة المكلفين حمايتهم. وتقيم العائلة حاليا في منزل في حي ستانمور شمال غربي لندن، وتحصل على نحو 800 جنيه استرليني أسبوعياً من إعانات السكن وضريبة البلدية وغيرها من المنافع.