أكثر كائن حي معاناة منذ أن يرى «الخضيري» هلال رمضان هي العاملة، وهي لأنها تعاني «المر» بأنواعه، ويصبح نهارها وليلها في شغل دائم لإتمام العمل كما يجب، فهي وإن نامت ساعات قليلة في نهار رمضان، إلا أنه ما إن يدخل وقت أذان الظهر إلا وهي «مسنترة» في المطبخ، وتبدأ بإعداد مقادير إفطار اليوم، ولا يختلف الأمر عن ربات البيوت اللاتي يطبخن بأنفسهن أو يدعن العاملة تقوم بالطبخ، الفرق أن العاملة تجهز كل الخطوات، ويتبقى على ربة البيت المصونة أن تنقلها من الصحون إلى القدور وتضبط درجة حرارة النار، لأن «أباهم» ما يحب أكل العاملة! إنها في هذا الشهر الفضيل تزداد حسنات وأعمالاً كذلك، وكأنها تخوض دورة عسكرية مكثفة تستلزم السرعة والرشاقة والعمل تحت درجات حرارة عالية عند الفرن، وصبر أمام صراخ الأطفال و«غثاهم»، ومرونة في غسل الصحون ومسحها... لا تستغرب عزيزي القارئ أن تراها بعد نهاية الشهر تضع بعض النياشين! إتماماً لدورة المارينز الخاصة في مطبخ أم سوير. وبسبب هذا الضغط الكبير عليها وبراتبها المتواضع، لا تجد بداً من الهرب مادام ليس هناك نظام يعاقبها ولا أحد يدري عنها... وتعمل بعد هربها في بيت آخر براتب مضاعف لهذا الشهر فقط... إنها تنتقل إلى صاحب العرض الأفضل والمميزات الوظيفية المناسبة من ضغط العمل وساعات الدوام الرسمي... وبالتأكيد عدد الأطفال في البيت ومعدل «شطانتهم»، ثم تنتظر حتى تمل وتهرب إلى بيت آخر وهكذا... كأنها عاملة محترفة «وبطاقتها الدولية في مخباتها». اللهم ربط العاملات في البيوت... وحنن قلوب الأمهات والزوجات... واشغل الأولاد في الفن رن والآيباد لئلا يزعجوا المجندة نوريتا. [email protected] mushakis22@