قال «الجيش السوري الحر» امس أن الانفجار الضخم الذي هز مدينة اللاذقية الساحلية فجر الجمعة الماضي، كان نتيجة تدمير «قوى خارجية» مخزناً لصواريخ ارض - بحر من طراز «ياخونت» الروسية المتطورة التي تسلمها النظام السوري في آذار (مارس) الماضي، في وقت تجددت المواجهات بين المعارضة والقوات النظامية في مخيم اليرموك قرب دمشق، وخسرت الليرة السورية 34 في المئة من قيمتها مقابل الدولار الأميركي خلال يومين، فوصل سعر الصرف إلى 300 ليرة. ونقلت وكالة «رويترز» عن الناطق باسم المجلس العسكري الأعلى في «الجيش الحر» العقيد قاسم سعد الدين قوله ان الضربة التي استهدفت فجر الجمعة ثكنة عسكرية للقوات البحرية قرب ميناء اللاذقية كانت تخزن فيها شحنة جديدة من صواريخ «ياخونت» التي وصلت قبل اشهر إلى البلاد. وأضاف: «لم يكن الجيش الحر من استهدفها. لم يكن هجوماً شنه الجيش الحر». وقال سعدالدين ل «الحياة» أن الضربة حصلت على الأرجح بواسطة صواريخ بعيدة المدى أطلقت من زوارق في البحر المتوسط، وأضاف أن معلومات «الجيش الحر» تطابقت مع استنتاجات حلفائه الإقليميين. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلت عن مصادر أميركية في آذار الماضي، أن سورية تسلمت دفعة متطورة من صواريخ «ياخونت» ضمت راداراً متطوراً يرفع من أداء الصاروخ وأنظمة توجيه متطورة أكثر بكثير من تلك التي تم تزويد سورية بها في السابق. ويبلغ طول الصاروخ 6.7 متر ومداه 290 كيلومتراً. وكانت إسرائيل شنت ثلاث غارات على مواقع عسكرية في سورية منذ بداية العام الجاري لمنع وصول أسلحة إلى «حزب الله». لكنها لم تنف أو تؤكد علاقتها بتفجير اللاذقية الأخير. وعندما سئل وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون، قال: «وضعنا خطوطاً حمراً تتعلق بمصالحنا ونحن نحافظ عليها. هناك هجوم هنا وتفجير هناك وروايات مختلفة. وعادة ما يوجه إلينا اللوم في كل حادث في الشرق الأوسط». وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال ان «انفجارات هزت منطقة قرب قرية السامية في شرق اللاذقية تبين أنها ناتجة من انفجار مستودعات للذخيرة قرب كتيبة للقوات النظامية». ونقل تلفزيون «المنار» المقرب من «حزب الله» عن مصدر عسكري سوري قوله وقتذاك ان التفجيرات «ناتجة من سقوط عدد قليل من الصواريخ في إحدى الثكنات العسكرية في قرية السامية التي تبعد حوالى 20 كيلومتراً عن مدينة اللاذقية - الحفة. ونفى المصدر أن تكون العملية ناجمة عن استهداف للثكنات العسكرية من البحر أو من طائرة معادية». ميدانياً، تجددت المواجهات في مخيم اليرموك جنوبدمشق بعد إطلاق «الجيش الحر» معركة «عاصفة الجنوب» التي أسفرت عن سيطرة مقاتلي المعارضة على نقاط وحواجز للقوات النظامية السورية التي قابلتها بقصف المخيم ومناطق في أطرافه الجنوبية. كما تجددت الاشتباكات في محيط مقام سكينة في مدينة داريا جنوبدمشق، وترافقت مع قصف من القوات النظامية على أطراف المدينة. وقال «المرصد» إن مناطق في بلدة السيدة زينب جنوب شرقي العاصمة، تعرضت لقصف عنيف من القوات النظامية وسط اشتباكات بين قوات الجيش النظامي وعناصر «حزب الله» اللبناني من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة ثانية. كما سيطرت الكتائب المقاتلة على حاجز مسجد بلال في درعا البلد قرب حدود الأردن، إثر انسحاب القوات النظامية منه بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل عدد من عناصرها. وقال مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن ل «فرانس برس» إن «القصف المتواصل للقوات النظامية لليوم الحادي عشر على التوالي، جعل الوضع الإنساني الدقيق في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حمص، اكثر سوءاً». في المقابل، تحدثت المعارضة عن «تقدم كبير» في حلب شمالاً. وبث ناشطون معارضون فيديو اظهر اسر مقاتلي المعارضة عدداً من جنود الجيش النظامي في منطقة خان العسل في ريف حلب. وفي نيويورك، قال الموفد الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالى تشوركين أن خبراء بلاده استنتجوا أن «عناصر مسلحة من المعارضة استخدمت غاز السارين». وأضاف انه سلم الأمانة العامة للأمم المتحدة تقريراً من 80 صفحة، ذلك أن الخبراء الروس وجدوا أن المواد المستخدمة في الهجوم «لم تكن في المستوى الصناعي المتطور» غير أنها «مؤذية».