واصلت القوات النظامية السورية أمس تقدمها داخل حي الخالدية في مدينة حمص بوسط سورية عبر تطبيق «سيناريو القصير» واستخدام «جميع الأسلحة الفتاكة»، في وقت انفجرت سيارة مفخخة في حي يقطنه سكان من الغالبية العلوية في حمص. وقصف مقاتلو المعارضة مناطق مختلفة في البلاد، تضم موالين. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القوات النظامية واصلت أمس قصفها على أحياء الخالدية وحمص القديمة «في شكل متقطع رافقها استمرار الاشتباكات في حي الخالدية بين مقاتلي الكتائب المقاتلة من جهة والقوات النظامية ومسلحين تابعين لها من جهة أخرى». وقال نشطاء ان الجيش النظامي «سيطر في شكل كامل على نحو 20 في المئة من الخالدية و11 كتلة سكنية في المنطقة الشرقية من الحي، وأن بين 35 و40 في المئة من الحي يشهد عمليات كر وفر ومواجهات مستمرة». وقال الناشط الإعلامي أبو بلال الحمصي لوكالة «فرانس برس» عبر سكايب إن «الحملة الشرسة على حمص مستمرة لليوم العاشر على التوالي، واستطاعت قوات النظام أن تدخل إلى أجزاء من الخالدية بعد قصف كثيف واستخدام أسلوب الأرض المحروقة». وأشار إلى أن «السيناريو يشبه سيناريو القصير»، في إشارة إلى المدينة التي سقطت أخيراً بأيدي قوات النظام في ريف حمص بعد حصار طويل وحملة قصف كثيفة. وأضاف أن «الحملة شرسة لم نشهد مثلها منذ بدء الثورة». وأوضح رداً على سؤال أن قوات النظام باتت تسيطر على كتل من الأبنية تشكل حوالى ثلاثين في المئة تقريباً من مساحة حي الخالدية الواقع في شمال مدينة حمص، وأنها تقترب من مسجد خالد بن الوليد. وتبلغ مساحة الأحياء التي يتحصن فيها مقاتلو المعارضة في وسط حمص حوالى كيلومترين مربعين. وبثت تنسيقية حي الخالدية شريط فيديو على موقع «يوتيوب»، تُسمع فيه بوضوح أصوات اشتباكات عنيفة وانفجارات قرب مسجد خالد بن الوليد، فيما الشوارع مغطاة بالركام. وأظهر الشريط دماراً هائلاً وأرضاً مهجورة، مع دخان يتصاعد من كل مكان بعد كل انفجار. كما بث ناشطون شريطاً آخر ظهرت فيه حرائق تشتعل في عدد من المحال التجارية والمنازل في منطقة غير محددة من حمص. وأشار الناشط مجاهد الحمصي على حسابه على «سكايب» إلى أن «مئتي قذيفة هاون وصاروخ سقطت خلال نصف ساعة بعيد السادسة صباحا على الخالدية». وقال أبو بلال أن النظام «يستخدم كل الأسلحة الفتاكة من طيران وراجمات صواريخ ومدفعية وهاون ودبابات»، موضحاً أن «حوالى ألف قذيفة تسقط يومياً على أحياء حمص القديمة والخالدية وجورة الشياح والقصور والقرابيص». وأشار إلى وجود «800 عائلة محاصرة في هذه الأحياء مع آلاف الثوار الذين يقاتلون بسلاح خفيف»، منتقداً عدم إرسال قيادة «الجيش الحر» أي دعم إلى حمص. وقال: «حمص في وضع خطير جداً بعد تقدم قوات النظام في الخالدية». وذكرت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من النظام أمس أن الجيش النظامي «فرض سيطرته على القسم الأكبر من حي الخالدية». وأضافت: «بعد أيام من بدء عملياته العسكرية في أحياء حمص القديمة، أعلنت مصادر عسكرية في حمص وريفها أن قوات الجيش سيطرت، بعد مواجهات عنيفة مع الإرهابيين، على كامل الجهة اليسارية من شارع القاهرة ابتداء من دوار القاهرة ووصولاً إلى شارع الزير من الجهة الشرقية لحي الخالدية». ونقلت عن المصادر قولها إن وحدات الجيش «سيطرت أيضاً على معظم الكتل المحيطة بمسجد الصحابي خالد بن الوليد». كما أشارت إلى أن «وحدات من الجيش واصلت تقدمها في حي باب هود». وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الجيش عثر «على نفق يبلغ طوله نحو 500 متر» وارتفاعه 170 سنتم، «ويمتد من حي باب هود باتجاه حي جورة الشياح (من جهة الشرق) كان الإرهابيون يستخدمونه في التنقل ونقل الأسلحة والذخيرة». وأصيب عدد من المواطنين بجروح اثر انفجار سيارة مفخخة في شارع الحضارة في حي عكرمة الذي يسكنه علويون بالتزامن مع سقوط قذيفتين على الحي بعد تعرضه مساء أول من أمس لسقوط 12 صاروخ «غراد»، بحسب «المرصد». وتعرضت مناطق في بلدة قلعة الحصن لقصف من القوات النظامية، فيما قُتل «مقاتل من الكتائب المقاتلة في هجوم على كتيبة للقوات النظامية في الضبعة بريف مدينة القصير، وسقط صاروخان على قرية المتعارض التي يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية ولم ترد معلومات عن ضحايا». وفي شمال غربي البلاد، سقطت قذائف أطلقتها القوات النظامية على مناطق في بلدة أورم الجوز في ريف إدلب، مع ورود أنباء عن سقوط جرحى بين المواطنين. ودارت اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية قي منطقة النحل قرب بلدة محمبل في محاولة للقوات النظامية إعادة فتح الأوتوستراد الدولي الذي يربط الداخل بالساحل. وفي شمال البلاد، قُتلت امرأة مجهولة الهوية سقطت في حي بستان الباشا برصاص قناص تابع للقوات النظامية، بحسب «المرصد» الذي أضاف أن مقاتلاً من حي صلاح الدين قضى متأثراً بجروح أصيب بها في اشتباكات مع القوات النظامية فجر أمس. وتعرضت منطقة السكن الشبابي في حي الأشرفية لقصف من قوات النظام وسط اشتباكات. كما قُتل عنصران من القوات النظامية وجُرح آخر، جراء استهدافهم من قبل قناصة الكتائب المقاتلة في ساحة الحطب في حلب القديمة. واستهدفت الكتائب المقاتلة بعدد من القذائف محيط مبنى الدفاع المدني وثكنة المهلب في حي مساكن السبيل مع استمرار الاشتباكات في حي صلاح الدين، وورود أنباء عن تدمير مقاتلي المعارضة دبابة تابعة للقوات النظامية. وسقطت قذيفة على دوار الموات عند مدخل مدينة حلب. وفي الريف فجر مقاتلون من الكتائب المقاتلة سيارة للقوات النظامية بلغم عند قرية خربرش في ريف مدينة السفيرة مع ورود أنباء عن مقتل عدد من الجنود كانوا بداخلها. وشنت طائرات حربية غارات على محيط مطار كويرس العسكري المحاصر. وفي دمشق، سُمع دوي انفجارات على الطريق الدولية لجهة المنطقة الصناعية في حي القابون التي سيطرت عليها قوات النظام قبل يومين، في وقت تعرض حي جوبر لقصف من القوات النظامية. وأُصيب ثمانية مواطنين كانوا يستقلون حافلة بجروح، بانفجار قذيفة هاون على طريق مطار دمشق الدولي. وتعرضت مناطق مختلفة في دمشق لغارات وقصف مدفعي، في حين استهدفت الكتائب المقاتلة بعدد من قذائف الهاون «ضاحية الأسد» التي تقطنها غالبية مؤيدة للنظام، وترددت أنباء عن سقوط عدد من الجرحى.