على رغم سرعة انتشار الإصابة بإنفلونزا الخنازير، والارتفاع النسبي لعدد الوفيات الناتجة عنها، إلا أن الحقيقة العلمية تُصنف إنفلونزا البشر الموسمية في مرتبة أخطر، ففي ال 21 من شهر (تموز) يوليو الماضي، إعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأميركية «FDA» اللقاح الجديد لإنفلونزا البشر الموسمية لهذه السنة في خطوة باكرة مهمة للوقاية منها قبل انتشارها خلال فصلي الخريف والشتاء، ويجب التنبيه على أن مصل إنفلونزا البشر لا يقي من الإصابة بإنفلونزا الخنازير، إلا أنه يساعد على الحد من تدهور الصحة العامة وارتفاع نسبة المضاعفات والوفيات في حال الإصابة بهذين النوعين من فيروسات الإنفلونزا في الوقت نفسه، والحيلولة بقدر الإمكان من التحول الخطر لفيروس «إنفلونزا الخنازير» إلى نوع أكثر شراسة مع حلول موسمي الدراسة والخريف. وقد دعا المركز الأميركي للتحكم والوقاية من الأمراض «CDC» إلى إعطاء لقاح إنفلونزا البشر للأطفال والمراهقين «6 أشهر إلى 18 عاماً»، والكبار فوق سن ال «50 عاماً»، والنساء الحوامل، والمصابين بأمراض مزمنة تؤثر سلباً على مناعتهم كمرض السكري، والفشل الكلوي وأمراض الرئتين، أو المخالطين لهم من العاملين في الرعاية الصحية والأقارب، ونظراً إلى خطورة الإصابة بإنفلونزا البشر السنوية، وفعالية اللقاح الواقي في التخفيف من نسبة الإصابة والمضاعفات الناتجة، فقد توسعت دائرة استخدام اللقاح لتشمل حتى فئة الشباب وكل من طلب تعاطيه بغض النظر عن دواعي الاستخدام المذكورة آنفاً. وتصيب إنفلونزا البشر الموسمية تقريباً 20 في المئة من سكان الولاياتالمتحدة الأميركية، وتؤدي إلى دخول 200 ألف شخص إلى المستشفى بسبب المضاعفات، فضلاً عن وفاة 36 ألف شخص سنوياً في أميركا وحدها، وعلى رغم شفاء معظم المصابين بإنفلونزا البشر، إلا أن خطورته تكمن في المضاعفات البكتيرية الثانوية التي تصيب الرئتين بالتهاب شديد يؤدي في بعض الحالات إلى قصور الجهاز التنفسي ونقص نسبة تشبع الدم بالأوكسجين ومن ثم الوفاة. ويمكن للقاح إنفلونزا البشر أن يقي من الإصابة – بإذن الله – بنسبة 70 إلى 90 في المئة عند أخذه في شهر (تشرين الأول) أكتوبر أو (تشرين الثاني) نوفمبر، ولا يحمل آثاراً سلبية ذات أهمية، لأنه مصنوع من فيروسات ميتة وليست نشطة، إلا أن بعض الناس يمكن أن يشكو من ارتفاع بسيط في حرارة الجسم، أو آلام خفيفة في العضلات، أو شيء من أعراض الرشح، لكنه يجب عدم إعطائه أبداً لمن يعانون من حساسية ضد البيض. رئيس قسم الأمراض الصدرية في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية [email protected]