وصل قطار الذكاء الاصطناعي إلى محطة العام 2013. ما زالت منجزاته، على رغم كثرتها وتقدّمها، بعيدة عن صنع روبوت يتمتع ب «ذكاء بشري» كامل. في المقابل، باتت الأسواق ممتلئة بروبوتات من النوع الذي يؤدي مهمات محدّدة، على غرار الروبوت «كيريو» الذي يعمل على مجالسة كبار السن، مع تقديم خدمات طبيّة معيّنة لهم، وكذلك الحال بالنسبة الى الروبوتات التي توزّع الأدوية في المستشفيات، وتلك التي تعمل على خدمة الزبائن في المقهى، أو تنهض بمهمة عاملة الاستقبال في الشركات وغيرها. ليس من المستغرب ان يُعتبر الذكاء الاصطناعي مهماً جداً في جيش الولاياتالمتحدة، على رغم نقاشات واسعة مُعارضة، خصوصاً سلاح الجو الذي بات متوسّعاً في استخدام الأسلحة الروبوتية. وتصمّ الآذان النقاشات السياسية والاستراتيجية والاخلاقية عن التوسع في استخدام الطائرات من دون طيّار «درون» Drone أميركياً. وقبل فترة وجيزة، دخلت الى الخدمة التجريبية طائرة «درون» تقدر على أعمال القصف الواسع، بل أنها تستطيع التعامل مع مجموعة من الأهداف سويّة. ويجري العمل على تصميم فرق تمزج الروبوت مع الجنود التقليديين، وهي تمثّل خياراً استراتيجياً مستقبلياً في الجيش الأميركي. وفي حلول 2040 يعتقد ان يجري التحكّم بالطائرات الحربية الأميركية من قبل الذكاء الاصطناعي للروبوت، بصورة شاملة. والأرجح أن العلم ليس خيالا البتّة! ربما كان مستحيلاً في الوقت الحاضر تكوين رؤية واضحة عما يحدث في العقود القليلة المقبلة. وليس من كبير مجازفة القول بأن الواقع ربما فاق ما تتداوله سيناريوات أفلام هوليوود، بل ان من الصعوبة بمكان التنبؤ بمجريات التطوّر في حقل فوّار كالذكاء الاصطناعي. فعبر عقود طويلة، راود العلماء حلم صنع روبوتات قادرة على محاكاة سلوك البشر، أو جعلها قادرة على أداء مهمات صعبه، ما يضعها في سوق العمل اليومي، وتالياً تصبح شديدة التخالط مع البشر، وهو أمر يستفيد منه صنّاع الروبوت واختصاصيو الذكاء الاصطناعي. ويجري الحديث مثلاً عن قرب ظهور الروبوت الصحافي. ولعل الجديد في هذا المجال صنع «مدير» روبوت يستطيع التجوّل بين المكاتب، والتفاعل مع الموظفين ومراقبة أدائهم يومياً، على مدار الساعة. هل يعني هذا الأمر أن مجتمعاً «هجيناً» من بشر وروبوتات بات قريباً، على غرار ما حمله فيلم «آي روبوت» مثلاً؟ ربما أن الأمر يتضمن مجموعة من التعقيدات، خصوصاً إذا صحّ التنبؤ بأن هذه الآلات ربما حازت مشاعر ووعياً ذاتيّاً، كحال الوعي عند البشر.