لعلها مفارقة لا تخلو من بعض الدلالة أن يترافق إعلان الأسطول الحربي الأميركي عن صنع نموذج تجريبي أول للقاذفة-المقاتلة «يوكلاس» UCLASS، بالتزامن مع استعادة قصف طائرات بريطانيّة متطوّرة، سُميّت «صائدات السدود»Dam Busters الموانع المائية في إقليم ال «رور» الألماني، قبيل نهاية الحرب ضد النازية. وحينها، نفّذ سرب من سلاح الجو الملكي البريطاني سلسلة غارات، مستخدماً قنابل عُرفِتْ بال«النطّاطة»، وضربت سطح السدود بسرعة 370 كيلومتراً في الساعة، كما تقافزت على المياه حاملة معها قرابة 3 أطنان من متفجّرات ال «تروبكس» التي تزيد قوتها على ال «تي آن تي» بقرابة 50 في المئة. انهارت سدود ضخمة جاورت مدن ألمانية كبرى. ونُظُر إلى الأمر حينها على أنه ضربة موفقّة بقنابل ظهرت للمرّة الأولى وكانت من صنع مهندس الطيران البريطاني بارنز واليس، وحملتها أيضاً قاذفات مُعدّلة نوعيّاً من فئة «أفرو لانكستر»، لم تكن حلّقت في سماء تلك الحرب قبلاً. يحضر شيء كثير من صورة هذا التآزر بين العلم والعمل العسكري في صنع متغيّرات أساسية في القوّة الاستراتيجية للدول الكبرى، في إنجاز الأسطول الأميركي، بيد شركة «نورثروب غرومان» Northrop Grumman، عن تحليق أول لطائرة «يوكلاس»: أول قاذفة-مقاتلة يقودها الروبوت كليّاً، وتستطيع ملاحقة أكثر من هدف، بل الاشتباك أيضاً مع طائرات يقودها بشر. وتعتبر قفزة نوعيّة في تاريخ الطيران الحربي ل «مركبات الجو من دون طيّار»، اختصاراً «يو إيه في» UAV، لأنها تتجاوز ما حقّقته طائرات «درون» Drone المحدودة الإمكانات التي تندرج ضمن «يو إيه في».وبيّن الأسطول أن التحليق التجريبي لن يتضمن حمل قنابل، لكن «يوكلاس» (اسمها الكامل بالانكليزيةUnmanned Carrier Launched Airborne Surveillance & Strike System) تستطيع حمل قرابة طنين من المتفجرات. وبفضل كومبيوتر متقدّم ومجسّات استشعار إلكترونية دقيقة، يشمل عملها المراقبة وتحديد الأهداف والقصف. وصرّح الجنرال جايمي كروغروف، وهو ناطق بلسان الأسطول، أن «يوكلاس» تدخل الخدمة بداية من العام 2018 وتتصل بقيادة لعمليات الروبوت الجوي، عبر الأقمار العسكرية الاصطناعيّة.