تحولت جزيرة لامبيدوسا، التي يزورها البابا فرنسيس، الاثنين، خلال السنوات الأخيرة، إلى أكبر بوابة لدخول المهاجرين القادمين من أفريقيا، والذين يجازفون بحياتهم بعبور البحر المتوسط. وفي هذه الجزيرة التي تبلغ مساحتها 20 كيلو متراً مربعا، والأقرب إلى سواحل شمال أفريقيا، من سواحل صقلية، سجلت السلطات دخول نحو أربعة آلاف مهاجر في النصف الأول من 2013، أي ثلاثة أضعاف عددهم خلال نفس الفترة من السنة الماضية. وفي نقطة العبور الأقرب لا تبعد «لامبيدوسا» سوى 138 كيلو متر عن تونس، بينما تبعد صقلية عن تونس 215 كيلو متر. وفي 2011، خلال الربيع العربي نزح 47,650 مهاجراً إلى هذه الجزيرة الصغيرة، نصفهم من المهاجرين الأفارقة من بلدان جنوب الصحراء، جزء منهم أثيوبيون وصوماليون، كانوا مقيمين في ليبيا، والقسم الآخر مهاجرون قادمون من تونس. وبالنسبة للمهاجرين لا تمثل هذه الجزيرة التي يعيش فيها ستة آلاف نسمة، غير محطة للوصول إلى قلب إيطاليا وبالتالي أوروبا. ويحذوهم الأمل في رفع طلب لجوء، بينما يحاول بعضهم التسلل عبر الحواجز للبحث عن عمل غير رسمي، وفي أغلب الأحيان يواصلون الطريق نحو بلدان أوروبية أخرى. وفي منتصف حزيران (يونيو) لقي سبعة مهاجرين حتفهم غرقا قبالة سواحل صقلية، بينما كانوا يتشبثون بحاوية تجرها سفينة صيد التونة، على ما أفاد شهود كانوا ضمن مجموعة من 95 شخصاً أنقذهم خفر السواحل الإيطاليون. وأنقذ خفر السواحل الإيطاليون والمالطيون في الأيام الأخيرة أكثر من 700 مهاجر نزح معظمهم من ليبيا.