لاحظت المستشارة الصحية والبيئية في دبي بيترا فيكتوريا ماريا ملا، قططاً بعيون لوزية جميلة في أم سقيم، ولكن بآذان مقصوصة من أطرفها، وحين سألت عن السبب علمت أن جهات مكافحة الحيوانات فعلت ذلك علامة على إجراء عمليات لهذه القطط حتى لا تتكاثر. أرسلت بيترا صوراً للاتحاد العالمي للقطط في ألمانيا، وأتاها الرد من رئيستها أناليزا هكمان: «هذه القطط مميزة فعلاً، ولم يسبق لنا أن شاهدنا مثلها، هل ترغبين بإجراء دراسة». بهذه الكلمات بدأت رحلة طويلة من البحث، وانقلبت حياة بيترا رأساً على عقب، فأسست «اتحاد الشرق الأوسط للقطط»، وعرض القطط السنوي في دبي، وكل هذا العناء هو إجراءات ضرورية لتستطيع بدء الدراسة كعضو رسمي في «الاتحاد العالمي للقطط»، وراحت تلاحق فصيلة من القطط لا يعرفها العالم، وسمتها «قطط ماو العربية». وانتشر الخبر سريعاً بعد تقرير تلفزيوني عرض على قناة «انيمال بلانيت» عن بيترا وقططها، بعدما حضر فريق متخصص من أميركا، ما جعلها لفترة أحد أكبر الصيحات في عالم القطط في الغرب، في حين أن وسائل إعلام عربية لم تبد أي اهتمام بالموضوع. تعيش بيترا مع 230 قطة، 100 منها مخصصة للدراسة، فيما عرضت البقية للتبني، وتقول: «حينما وافقت على إجراء الدراسة كان علي إحضار عدد معين من القطط وجعلها تتزاوج، ومن ثم مزواجة القطط الجديدة بأخرى آتي بها، وهكذا على مدى أربعة أو خمسة أجيال، للتحقق من أن الصفات تبقى ثابتة». وجدت قطط ماو العربية في الصحراء منذ سنوات، عاشت مع البدو بحسب ملاحظات الدراسة التي جمعتها بيترا، وهم معتادون على وجود هذه القطط حولهم. في عام 2008 صدرت الموافقة العالمية المبدئية في شأن وجود قطط ماو العربية، وعليه استقلت بيترا الطائرة إلى ألمانيا، لتقدم عرضاً كاملاً أمام المختصين، عن سنوات من الدراسة، وهكذا أدرجت قطط ماو العربية، كفصيل جديد. وتعود بيترا لاستكمال عملها، فقلة قليلة هي من تعرف عن هذا الاكتشاف اليوم. البحث جعل صاحبته تتنقل بين عمان وقطر والبحرين والسعودية، ولكن بتركيز هائل على الإمارات، بين أم سقيم وجميرا والبرشاء، وغيرها من مناطق في إمارة دبي. ولا تجد هذه الفصيلة الفريدة - الجديدة، اهتماماً كافياً من أبناء أرضها. وستفتتح بيترا نهاية السنة الجارية مركزاً كبيراً تنقل إليه كل قطط ماو العربية، وتضمنه عيادة خاصة، ومعرضاً ومكاناً للنشاطات لتعريف الجمهور بهذا النوع من القطط. وتمتاز هذه الفصيلة بوجه مدبب، وأذنين كبيرتين نسبياً، بينما العينان لوزيتان تميلان للأعلى، ولا تملك طبقة فرو تحتية، وطول الأرجل متوسط والذيل أيضاً، وتوجد عادة ذات اللون الرمادي في الجبال، مثل منطقة «حتا» في الإمارات، والبنية منها في المناطق الصخرية، أما ذات اللون الترابي المائل للبرتقالي فتتواجد في الصحراء، وفيما مضى كانت ذوات اللون الأبيض الناصع هي الأكثر انتشاراً «لكننا لم نعد نراها».