جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله وراعاه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد ففي بداية الأمر تخوفنا كثيراً من القرارات الأخيرة للحكومة السعودية المتعلقة بتصحيح أوضاع المخالفين لقانون العمل والهجرة والجوازات ضمن المهلة المحددة بثلاثة أشهر، التي انتهت في 24 - 8 - 1434ه، ولكن بعدها تيقن أكثر المتشائمين منا أن هذا هو الحل الأمثل والسبيل الأصوب لتصحيح أوضاع طال اعوجاجها وأخلت كثيراً بضوابط العمل والعمالة وحقوق العاملين. ورأينا كيف تحمل صاحب العمل مسؤوليته وبدأ يسارع بنقل كفالة عماله عليه، ويُبدي اهتماماً بتصحيح أوضاعهم وترتيب إقاماتهم، وهو ما لم نعهده فيهم من قبل! والعامل منا وجد فيها أماناً وطمأنينة، إذ سيستقر وضعه ولن يعود خائفاً مطارداً، وأصحاب المهن المحدودة وجدوا أمامهم فرصة للتغيير إلى مهن يستطيعون بها العمل لدى من يحتاجهم وفقاً للنظام والقانون. مثل هذه القرارات الحكيمة ليست مستغربة ولا جديدة على حكومة جلالتكم الساعية بها لتحقيق الصلاح والخير للجميع بلا ضرر ولا ضرار ولا ظلم ولا إقهار. فاليوم سيتحمل صاحب العمل مسؤوليته ويقوم بواجبه تجاه مكفوليه، ويؤدي للوطن ولاءه وللعاملين حقوقهم كاملة غير منقوصة، والمقيم سيؤدي عمله بأمان، ويجد في أرض الحرمين الشريفين العدل والخير والإحسان الذي فقده كلياً في وطنه الأم، كما أن تصحيح وضعه يؤدي إلى إتقان عمله وزيادة إنتاجه وحبه للمملكة أرضاً وحكومةً وشعباً. في هذا السياق فإننا نرفع لمقامكم السامي الكريم الشكر والتقدير لكم على تمديد فترة تصحيح الأوضاع لفترة أخرى تنتهي مع بداية العام الهجري الجديد 1435ه، وإن زدت يا ملك العطاء فمن عندك وأنتم أهل للحلم والكرم. لقد كان هناك جموع غفيرة تسعى لتصحيح أوضاعها ولا يسعفها الوقت لذلك، فمنا من لا يزال يفتقد التواصل مع كفيله، ومنا من يبحث له عن موقع عمل ينقل عليه، ومنا من ينقصه المال المطلوب، والمعوقات كثيرة، ولكن بتمديد فترة التصحيح سيتسنى لهم تخطي كل هذه المعوقات التي تقف في طريق تصحيح أوضاعهم. كما أن هذا أيضاً هو لسان حال المواطنين أصحاب الأعمال التجارية، والكافلين الراغبين في نقل وضع مكفوليهم على غيرهم، فهم كذلك يعوزهم الوقت لترتيب أعمالهم ومتابعة أوراقهم، وربما هو كذلك مطلب اللجان العاملة بهذا الخصوص، فهم يطوون الوقت طياً لإنجاز معاملات المتقدمين ولكنهم يعجزون أمام حجم الطلبات الموجودة بين أيديهم، وهناك ملايين غيرهم تنتظر دورها لتصل لهم، فهم بالتأكيد كانوا يحتاجون للتمديد، الذي تكرمت به عليهم حتى نهاية العام الهجري الحالي، ليتمكنوا من إنجاز مهامهم من دون تفريط في حق مقيم واحد لم يسعفه الوقت لإتمام معاملته. الكل يا ملك القلوب يشكركم على كرمكم النبيل بتمديد فترة التصحيح، ويأملون مع قدوم شهر رمضان المبارك، وما فيه من التقرب إلى الله بصالح الأعمال، أن يستجيب الله لدعائهم لك على منحهم هذه المكرُمة. إنك لتعلم أن هذه الشريحة الكريمة من المقيمين ما قدموا دياركم المباركة إلا فراراً من ظلم، وهروباً من ضيق، وشروداً من قهر، فأقبلوا يلتمسون عندكم يا ملك الإنسانية عدلاً وسعةً ورحمةً. تقبل الله منا ومنكم صيام الشهر الكريم، وسدد على الخير خطاكم، وسلام من الله عليكم. [email protected]