في قاعة الملاكمة القديمة في سويتو، تعلم نلسون مانديلا مبادئ رياضة الفن النبيل في الخمسينات، ويتدرب الجنوب أفريقيون اليوم على رفع الأثقال وهم فخورون بالرياضة التي كان يمارسها بطلهم القومي الذي يصارع الموت حالياً. المكان لم يتغير كثيراً، فمركز "دونالدسون أورلاندو" الذي يسميه الرياضيون اختصاراً "دي أو" لا يزال نادياً رياضياً متداعياً بعض الشيء، لكن تعبق فيه رائحة التاريخ الرياضي المحلي ورائحة النضال ضد نظام الفصل العنصري. إلى هنا كان يأتي المناضل مانديلا ليتمرن كل أسبوع لينسى صعوبات ومآسي كفاح غير متوازن ضد النظام الأبيض، وكان يومها في ال30 من العمر. ويقول المدرب سينكي لانغا لأحد الزوار "انظر، هذه هي الأثقال التي كان مانديلا يستخدمها خلال التمرين". لم يحترف مانديلا الملاكمة يوماً لكنه كان يحدد لنفسه برنامج تمرين مكثف يقوم على تنمية العضلات والجري والقتال على الحلبة. وقد روى بعد سنوات طويلة ذلك خلال مقابلة صحافية "كنا نتمرن أربع أمسيات في الأسبوع ومن ثم نتوقف لفترة قصيرة". وبعد ذلك واصل مانديلا الحفاظ على لياقته البدنية حتى بعد الحكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 1964 لدوره في النضال ضد النظام. وقد قال "كنت أتمتع بلياقة بدنية عالية وفي السجن أيضاً كنت في وضع جيد، كنت أتمرن في السجن كما كنت أتمرن خارجه". وأضاف لانغا "مانديلا كان رياضياً لذلك هو لا يزال على قيد الحياة حتى الآن" معرباَ عن إعجابه بالبطل القومي (94)عاماً الذي يصارع الموت منذ أيام في مستشفى في بريتوريا. ويضيف "أنا قلق عليه لكنه سينتصر إنه مقاوم".