بدا أن الحكم في مصر قرر تجاهل دعوة وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي إلى التوافق قبل تظاهرات المعارضة المقررة الأحد المقبل للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، إذ قررت القوى الإسلامية المؤيدة للرئيس محمد مرسي التصعيد باعتصام «مفتوح» يبدأ الجمعة المقبل قرب قصر الاتحادية الرئاسي الذي تعتزم المعارضة الاعتصام أمامه. كما شن القيادي السلفي المثير للجدل حازم صلاح أبو اسماعيل، وهو معروف بقربه من الرئيس وجماعة «الإخوان»، هجوماً غير مسبوق على السيسي داعياً إلى «ردعه». وفي وقت تزداد المخاوف من العنف بين مؤيدي الرئيس ومعارضيه، قتل عشرات الأهالي في قرية على أطراف القاهرة أربعة من الشيعة المصريين، بينهم القيادي الشيعي البارز حسن شحاتة وشقيقاه، بعدما هاجموا منزل أحد قاطني القرية أثناء استضافته احتفالاً دينياً لمناسبة ليلة النصف من شعبان وأحرقوه ومثّلوا بجثث الرجال الأربعة في شوارع القرية لأكثر من ساعتين في غياب الأمن الذي لم يستجب لاستغاثات متكررة. وأعلنت الرئاسة، بعد اجتماع لمجلس الأمن القومي ترأسه مرسي، أن الرئيس سيوجه «خطاباً مهماً» إلى الشعب غدا، لكن مصادر في رئاسة الجمهورية استبعدت أن يُقدم مرسي على إقالة الحكومة لإرضاء المعارضة، بعدما اجتمع مرسي مع رئيس الوزراء هشام قنديل وخرج تصريح من الرئاسة أوضح أنهما بحثا في سبل توفير السلع للمواطنين في شهر رمضان. وقال مصدر في الرئاسة ل «الحياة» إن «مرسي سيوجه خطاب مكاشفة إلى المصريين، يشرح فيه ما تم خلال عام من توليه الحكم. وإلى الآن لم تؤخذ أي قرارات كي تُعلن، وأستبعد الإقدام على خطوة كإقالة الحكومة». وأعلنت أحزاب إسلامية عدة أبرزها «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان»، و «البناء والتنمية»، الذراع السياسية ل «الجماعة الإسلامية»، و «الأصالة» السلفي بدء سلسلة تظاهرات الأسبوع الجاري تبدأ اليوم بمؤتمرات جماهيرية في أسيوط والإسكندرية وطنطا والمنصورة والزقازيق والمنيا، قبل الحشد في تظاهرة الجمعة المقبل في ميدان رابعة العدوية تحت شعار «الشرعية خط أحمر» لبدء اعتصام في الميدان. وقال الناطق باسم «الجماعة الإسلامية» محمد حسان ل «الحياة»: «أبلغنا الناس بأنها ستظل موجودة في الميدان... وسيكون هناك تنسيق لاعتصام أنصار التيارات الإسلامية في ميادين أخرى لما بعد 30 حزيران (يونيو) الجاري». ورحبت المعارضة بتصريحات السيسي التي لوح فيها بتدخل الجيش لمنع اقتتال أهلي ودعا إلى التوافق قبل الأحد المقبل. وأعربت «جبهة الإنقاذ الوطني» في بيان عن «تقديرها موقف القوات المسلحة تجاه الوضع الخطير في البلاد الذي عبر عنه الفريق أول عبدالفتاح السيسي». وأشارت «حركة 6 أبريل» في بيان إلى أنها تابعت تصريحات السيسي «ببالغ الاهتمام والتقدير»، مضيفة أن «التصريحات أوضحت حساً وطنياً كبيراً وحرصاً على استمرار التجربة الديموقراطية وتحقيق أهداف ثورة يناير». واعتبر رئيس حزب «الحرية والعدالة» سعد الكتاتني في بيان أن تصريحات السيسي «عبرت عن مدى انزعاج المؤسسات الوطنية كلها ومن بينها المؤسسة العسكرية من عمليات العنف التي شهدتها البلاد تحت دعاوى التظاهر ومحاولات دفع البلاد إلى أتون الفوضى والفتنة والحرب الداخلية وجر الشعب إلى الصراع والاقتتال والدماء مستغلة أجواء الحرية والديموقراطية التي حققتها ثورة 25 يناير».