اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أننا لسنا في حاجة الى سلاح، نحن بحماية لبنان، ولا نريد أي عمل يعبث بأمنه». اجرى عباس في اليوم الثاني من زيارته لبنان أمس، محادثات في السراي الكبيرة مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وجدد بعد اللقاء تأكيده «الموقف الفلسطيني بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية». وشدد على «أننا لسنا بحاجة الى سلاح، نحن بحماية الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية»، مشيراً إلى أن «الفلسطينيين هم ضيوف لبنان، وما يُقرّر بخصوص السلاح في الحكومة اللبنانية ينسحب عليهم». وقال ميقاتي الذي أشاد بالعلاقات اللبنانية – الفلسطينية وبالتعاون القائم بين الحكومة اللبنانية والسلطة الفلسطينية: «بقدر ما نحرص على توطيد هذه العلاقات على الصعد كافة وتسهيل اقامة الإخوة الفلسطينيين في لبنان الى حين عودتهم الى وطنهم، نتمنى أن يلتزم الإخوة الفلسطينيون قرار السلطة الفلسطينية بعدم التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية وعدم السماح لأي كان بتحويل المخيمات الفلسطينية في لبنان الى منطلق لافتعال احداث امنية تضر بالأمن اللبناني وبالعلاقات بين الجانبين». وأمل ان يصار في هذا الاطار الى «زيادة التنسيق بين الاجهزة الرسمية اللبنانية والمسؤولين عن ادارة المخيمات الفلسطينية». وقال: «لبنان يعاني حالياً من ضغط ملف النازحين من سورية ومن بينهم أعداد من الفلسطينيين نزحوا من المخيمات فيها، لذلك ندعوكم الى ضبط هذا الواقع المستجد الى حين عودتهم الى سورية بعد انتهاء الأزمة وعدم السماح بإدخال المخيمات لمصلحة اي طرف في سورية ضد الآخر، وكذلك عدم السماح بإدخال المخيمات في لبنان في الصراع الفلسطيني الداخلي». ثم توجه عباس الى مقر الرئاسة الثانية، وكان في استقباله والوفد المرافق، رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي أبدى في مؤتمر صحافي مشترك بعد اللقاء شكره «للدور الفلسطيني إبان الاحداث التي عصفت بلبنان ولا سيما في الفترة الاخيرة في صيدا حيث كان للدور الفلسطيني الدور الابرز بعدم امتداد الوضع الى المخيمات». وإذ اشار بري الى ان «من مصلحة اسرائيل محو القضية الفلسطينية»، قال: «سنبقى في خدمة قضية فلسطين، وسمعت من الرئيس عباس كلاماً يُثلج القلب عن المصالحة الفلسطينية». ولفت عباس الى أن «لبنان ضحّى بالكثير وهو من رفع شعار القضية الفلسطينية وحمل عبء القضية، ونحن كل ما يهمنا وحدة لبنان واستقراره وأمنه، لذلك قمنا بما يجب أن نقوم به وهو ابسط الأشياء تجاه لبنان إبان الاحداث الاخيرة في صيدا». وقال: «نحن ضيوف موقتون وبالتأكيد سيأتي اليوم ونعود الى بلادنا شاكرين لبنان، ونحن ما دمنا ضيوفاً فنحن تحت القانون ولا يمكن أن نحلم أو نفكر بأننا فوق القانون وما يقرره المشرع اللبناني والدولة نلتزم به بكل محبة». وأكد ان «المصالحة الفلسطينية، لن تتأثر بأي ظروف تمر بها المنطقة وهي مصلحة وطنية وسنستمر بمساعينا من أجل تحقيقها». وحول المفاوضات مع اسرائيل، قال: «نتفاوض مع الجانب الاميركي من اجل افساح المجال للدخول بمفاوضات مع الجانب الاسرائيلي وهم تطوعوا مشكورين للمفاوضات، آمل ان نصل الى حل نهائي وإذا وصلنا اليه سيكون بموافقة كل الشعب الفلسطيني والدول المجاورة مثل لبنان والاردن ومن هنا تمسكنا بالمبادرة العربية للسلام». وعن التطورات المصرية، قال: «ما حصل شيء كبير ومهم ونرجو ان يستفيد الشعب المصري مما عنده». نصب الشهداء وكان الرئيس الفلسطيني وضع اكليلاً من الزهر على نصب الشهداء في ساحة الشهداء، في احتفال رسمي شارك فيه وزيرا الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال فايز غصن وشؤون المهجرين علاء الدين ترو، محافظ مدينة بيروت ناصيف قالوش، رئيس مجلس بلدية بيروت بلال حمد وقائد منطقة بيروت العسكرية. والتقى عباس في مقر اقامته في فينيسيا وفد قيادة فصائل منظمة التحرير في سورية وقدم له عرضاً عن اوضاع الفلسطينيين في سورية والنازحين منهم الى لبنان وسبل معالجة اوضاعهم. وقال عضو المكتب السياسي ل «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» عبدالغني هللو ان الوفد «دعا الرئيس الفلسطيني لتعزيز مكانة الوفد الخاص بمعالجة وضع اللاجئين في سورية لجهة تأمين الامن والامان لهم لتسهيل عودتهم الى مخيماتهم، وأن عباس اكد التزامه ايجاد الحلول الملائمة لذلك، وأوعز بمتابعة القضايا التي طرحها الوفد مع الاونروا والدول المانحة والجهات السورية واللبنانية».