قالت مصادر مطلعة ل «الحياة»، إن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض سيبحث خلال اجتماع هيئته العامة اليوم إجراء إصلاحات ادارية وسياسية جذرية ل «تجاوز أزمة القيادة» بما يعكس التغييرات الحاصلة فيه، بعدما «تجاوز أزمة التوسيع» في اجتماعه الأخير. وندد الرئيس الموقت ل «الائتلاف» جورج صبرا ب «غزو القوات الإيرانية وحزب الله وألوية (رئيس الوزراء العراقي نوري) المالكي التي يرسلها من العراق» سورية. وأفاد «الائتلاف» في بيان، أن الهيئة العامة ستبدأ أعمالها في إسطنبول اليوم في أول اجتماع «منذ استكمال توسعة تمثيل قوى الثورة والمعارضة السورية»، حيث تضم الهيئة 114 عضواً، بعد إضافة 14 مرشحا ل «الحراك الثوري» و15 من «الجيش الحر» و22 من «الكتلة الديموقراطية» برئاسة ميشال كيلو. وأوضحت المصادر أن جدول الاجتماع يضم انتخاب الهيئة الرئاسية ل «الائتلاف» وتشمل الرئيس (بدلاً من الرئيس المستقيل معاذ الخطيب) ونوابه الثلاثة والأمين العام الذي يشغل منصبه حالياًمصطفى الصباغ. وكانت مصادر قالت ل «الحياة» إن ثلاثة مرشحين يتنافسون على رئاسة «الائتلاف» بينهم رئيس «المجلس الوطني» السابق برهان غليون وصبرا والمرشح الإسلامي لؤي صافي، فيما رشح «اتحاد الديموقراطيين» أحمد عاصي الجربا. وقيل إن اسم الصباغ طرح كي ينتقل من الأمانة العامة إلى الرئاسة، في وقت دخل عضو المكتب التنفيذي ل «المجلس الوطني» أحمد رمضان إلى حلبة المنافسة على الأمانة العامة. وفيما قالت مصادر معارضة إن غليون اسم «توافقي بين جميع الكتل»، ذلك أن دور الكتلة الديموقراطية زاد بعد ارتفاع عددها على حساب تراجع كتلة «الإخوان المسلمين» والمجلس الوطني وكتلة المجالس المحالية برئاسة الصباغ، ترى مصادر أخرى أن «إرث غليون في رئاسة المجلس الوطني يخيم على احتمالات عودته رئيساً للائتلاف». واستبعدت المصادر أن تجري مناقشة معمقة لموضوع الحكومة الموقتة برئاسة غسان هيتو، على أن يجري بحث الموقف من مؤتمر «جنيف-2» في ضوء التطورات الحاصلة على الأرض واقتحام قوات النظام و «حزب الله» مدينة حمص بعد سيطرتها على مدينتي القصير وتلكلخ. في المقابل، سيكون هناك تركيز، وفق المصادر، على تجاوز أزمة القيادة وإجراء إصلاحات سياسية جذرية، حيث قدمت اقتراحات لتشكيل مكتب سياسي أو تفعيل عمل الهيئة السياسية التي تضم رئيس «الائتلاف» ونوابه الثلاثة والأمين العام مع ستة أعضاء آخرين. وفي الدوحة، دعا صبرا إلى «التوافق في شأن اختيار الرئيس الجديد للائتلاف ونوابه والأمين العام، كي تستند الهيئة السياسية إلي ثقة شعبية لإدارة المعركتين السياسية والعسكرية بكفاية واقتدار». وقال ل «الحياة» امس: «نريد معارضة متوافقة، لا نريد أن نعمل بعضنا ضد بعض، بل مواجهة النظام». وحذر من أنه «إذا لم نخرج بتوافق سيكون هناك انقسام حاد. وحتى لو جرت انتخابات سيكون هناك ترصد من أناس لآخرين. المعارضة في حاجة إلى غطاء سياسي. هناك معركتان: عسكرية على الأرض وسياسية تتعلق بموضوع مؤتمر جنيف-2». وأشار صبرا إلى أن «المعارضة بدأت تفقد ثقة الشارع بها. ومطلوب قيادة حقيقية تستند إلى ثقة الشعب، ونأمل في توافق الكتل الرئيسية وأن تعي أهمية التوافق في اختيار القيادة الجديدة. لا بد من التوافق، لأننا اعتمدنا روح القيادة الجماعية وليس مهماً من يجلس على الكرسي الأول أو الثاني أو الثالث، طالما أن قيادة الائتلاف تتمتع بروح الفريق». وندد صبرا ب «غزو القوات الإيرانية وحزب الله وألوية (رئيس الوزراء العراقي نوري) المالكي التي يرسلها من العراق» إلى سورية. ورأى أن «هذه المعركة على الأرض تحتاج نوعاً من الحشد لقوى الثورة والجيش السوري الحر للدفاع عن سورية ومواطنيها بعدما تحالفت تلك القوى الغازية مع النظام لقهر إرادة الشعب السوري». ورأى الرئيس الموقت ل «الائتلاف»، أن من «واجب المعارضة تهيئة الأرض داخل سورية كي تكون مناسبة لصمود سياسي يمكن أن ينتزع من النظام الحق الشرعي للشعب السوري في الثورة. أي انتقال البلاد من من حالة الاستبداد إلى الديموقراطية وإسقاط (الرئيس) بشار الأسد شخصياً ولفيفه الحاكم الذي تسبب في كل هذا التخريب للبلد وتقديمه للمحاكمة». وعن موضوع تسليح المعارضة، قال صبرا: «بالصوت العالي نقول: حتى الآن لم يتم تقديم سوى جزء من الالتزامات وليس الالتزامات بكاملها. ولا زلنا حتى اليوم نتلقى الوعود. وعلى صعيد الإغاثة هناك وعود ببلايين الدولارات لكن لم يصل إلى المعارضة شيء منها، ولا نزال أيضاً ننتظر فك حظر (تصدير) السلاح الذي اتخذته أوروبا، لا نزال ننتظر مشاريع تسليح الشعب السوري وإطلاق يد الدول بأن تقوم منفردة بذلك كما جاء في بيان اجتماع الدوحة». ونوه صبرا ب «الدعم القطري - السعودي المتميز منذ اليوم الأول للثورة». وقال: «يعرف السوريون حتى تراب الأرض، أن هناك ثلاث دول تدعم الثورة السورية بكل طاقتها منذ اليوم الأول للثورة، هي السعودية وقطر وتركيا»، واضاف أن «الجهود القطرية السعودية لتعزيز دفاعات الشعب السوري وقوى الثورة واضحة وملموسة. والدعم الإغاثي والسياسي ملحوظ الى أعلى درجة. ونحن نعتبر أنه حيثما كانت قطر والسعودية يكون للمعارضة صوت وللائتلاف صوت في أي مؤتمر».