يقبع ثلاثة رجال وثلاث نساء منذ أكثر من أسبوع في غرفة معزولة في هاواي في تجربة ستستمر ثمانية أشهر، تحضيراً لرحلات فضائية طويلة قد تنفذها الوكالة الأميركية للطيران والفضاء (ناسا) إلى كوكب المريخ. ويقول أستاذ المعلوماتية في جامعة هاواي كيمبرلي بينسدد: «ما زلنا لم ندرك بعد كل الأخطار النفسية التي يمكن أن يواجهها رواد فضاء في رحلة إلى المريخ، والوسائل الكفيلة بتجنبها». وبينسدد هو المسؤول عن هذه التجارب التي تمولها «ناسا» والتي تعتزم إرسال رحلة مأهولة إلى كوكب المريخ في العقد المقبل، وهي رحلة ستستغرق عامين ذهاباً وإياباً. ووفقاً لبينسدد، فإن الخطر النفسي الأكبر الذي يواجه رواد الفضاء في رحلة طويلة هو الشعور بالانحباس، وقد يؤدي إلى الاكتئاب وعدم القدرة على التعامل مع المجموعة المرافقة التي لا بد من التعامل والعيش معها في مساحة ضيقة ولوقت طويل، من دون إمكان الخروج. إضافة إلى ذلك، لن يكون التواصل مع كوكب الأرض سهلاً وفورياً، بل تستغرق الرسالة 20 دقيقة، ما يجعل التدخل الفوري لمعالجة أي أزمة قد تطرأ على الفريق أمراً مستحيلاً. وتجري هذه التجربة في قبة شعاعها 10 أمتار ومساحتها 140 متراً مربعاً، مشيدة على ارتفاع 2400 متر على قمة بركان مونا لوا الذي تشبه طبيعته سطح كوكب المريخ. ولا يسمح للمتطوعين بالاستحمام سوى لمدة ثماني دقائق أسبوعياً، ولا يسمح لهم بالخروج من محبسهم إلا مرتدين بزات تحاكي البزات الفضائية.