وصلت المندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة سامانثا باور إلى غينيا أمس، محاولةً معرفة أسباب فشل الجهود العالمية لوقف انتشار فيروس «إيبولا» في غرب افريقيا. باور التي ستزور أيضاً سيراليون وليبيريا، قالت: «سأنقل ما أعلمه وما سأعرفه إلى الرئيس (باراك) أوباما الذي يجري اتصالات دائمة مع زعماء العالم في شأن هذا الأمر. وكلما كنا أكثر تحديداً في ما يتعلق بالمتطلبات وما يمكن للدول الأخرى فعله، كلما استطعنا نيل مزيد من الموارد. ليس فيروساً يمكن احتواؤه في الدول الثلاث، إذا لم نتعامل معه من المنبع». واعتبرت أن أخطار سفرها إلى غينيا وليبيريا وسيراليون، الدول الثلاث الأكثر تضرراً من تفشي الوباء، لا تُذكر أمام مكاسب تفقّد جهود مكافحة «إيبولا». ولفتت الى أنها ستتخذ كل التدابير الاحترازية الضرورية أثناء زيارتها ولدى عودتها للولايات المتحدة، بينها قياس درجة حرارتها «مرات يومياً»، علماً أن باور تعتزم أيضاً زيارة مقر مكافحة الفيروس التابع للأمم المتحدة في غانا، الذي ينسّق الجهود في غرب افريقيا. وكان أوباما رفض دعوات وجهّها الجمهوريون لفرض حظر على السفر الى الدول المنكوبة، مستنداً الى نصيحة من مسؤولي الصحة الذين اعتبروا أن تدبيراً مشابهاً لن يكون مجدياً، خصوصاً لأنه سيمنع الناس من الذهاب للمساعدة في مكافحة الوباء الذي أفادت منظمة الصحة العالمية بأنه أدى الى وفاة حوالى 5 آلاف شخص. ممرضة اميركية الى ذلك، نددت الممرضة الاميركية كايسي هيكوكس التي عملت لحساب «اطباء بلا حدود» في سيراليون حيث ساعدت المصابين بالفيروس، بوضعها في حجر صحي الزامي لدى عودتها الى الولاياتالمتحدة، تنفيذاً لقرار اصدره حاكما ولايتَي نيوجرسي كريس كريستي ونيويورك اندرو كيومو ويشمل جميع الاشخاص الذين يُشتبه في انهم كانوا على اتصال مع مصابين. وقالت لصحيفة «ذي دالاس مورنينغ نيوز»: «لا اتمنى لأحد هذا الوضع وأخشى على الناس الذين سيكونون في مثل وضعي مستقبلاً. أخشى على الطواقم الصحيين الآخرين الذين سيشرحون في المطارات انهم كافحوا إيبولا في غرب افريقيا. أفكر في زملاء كثيرين سيعودون الى وطنهم اميركا ليواجهوا المحنة ذاتها. هل سيخامرهم شعور بأنهم مثل مجرمين وسجناء»؟ وأضافت: «أمضيت شهراً أراقب اطفالاً يموتون وحدهم. كنت شاهدة على مأساة انسانية وحاولت ان أساعد فيما ان غالبية دول العالم لم تفعل شيئاً. نحتاج الى مزيد من الطواقم الصحيين لمكافحة الوباء في غرب افريقيا، وعلى الولاياتالمتحدة ان تعامل الطواقم العائدين من هناك بكرامة وانسانية». ونُقلت هيكوكس من مطار في نيوجرسي الى مستشفى حيث وُضعت في حجر صحي الزامي لمدة 21 يوماً بهدف إخضاعها لفحوص، على رغم انها لا تظهر أياً من عوارض «إيبولا». وروت ان ضباطاً في دائرة الهجرة استجوبوها «كما لو كنت مجرمة» طيلة 3 ساعات. جاء ذلك في وقت دعا أوباما الاميركيين الى «الاعتماد على الوقائع، لا على الخوف» في استجابتهم لحالات الإصابة بالفيروس. وفي خطوة رمزية، استقبل في البيت الابيض احدى الممرضتين اللتين أُصيبتا بالمرض وشُفيتا منه، وعانقها. في استراليا، أعلنت السلطات الصحية أن شابة من غينيا عمرها 18 سنة تخضع لفحوص للتأكد من احتمال إصابتها ب «إيبولا»، بعدما هاجرت إلى البلاد مع 8 من أفراد عائلتها قبل 11 يوماً. وفي مالي حيث سُجِّلت الاصابة الاولى لطفلة عمرها سنتان توفيت الجمعة الماضي، وُضع اكثر من 50 شخصاً في حجر صحي، بينهم 10 في العاصمة باماكو التي مرت عبرها الفتاة بباص. واتهم الرئيس ابراهيم ابو بكر كيتا جدة الطفلة ب «الاهمال»، اذ اقتادت الفتاة الى غينيا حيث ينتشر الفيروس، مؤكداً ان «كل التدابير اتُخذت لوقاية مالي». وأعلنت موريتانيا تعزيز تدابير المراقبة على حدودها مع مالي، بعد اعلان اصابة الفتاة في كاييس التي تُعتبر الرئة الاقتصادية للمبادلات التجارية بين البلدين.