دفعت تأثيرات وضغوط حملة «الجامعات ليست شركات» التي أطلقتها «الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة» (ذبحتونا) في 12 الشهر الجاري رئيس أكبر وأقدم جامعة في الأردن وهي الجامعة الأردنية الدكتور خليف الطراونة إلى الاعتراف بأن «ذبحتونا» تقود التعليم العالي في الأردن. وبحسب الطراونة الذي كان يتحدث في برنامج على التلفزيون الأردني، أن «هذه الحملة «ذبحتونا» منذ أن أنشئت تتدخل في جميع السياسات التعليمية وتحاول تكييفها وفق ما ترغب فيه» وتنجح أحياناً، بعد ضغوط كبيرة تمارسها على المسؤولين من خلال فعالياتها المختلفة والتي تلقى صدى في النهاية. «صار لدينا آلاف المؤازرين من الطلاب الذي نشروا صورهم على صفحاتهم الخاصة على فايسبوك وهم يحملون لافتات كتب عليها لا لرفع الأسعار»، يؤكد فراس القصص وهو أحد الطلبة الناشطين في الحملة في جامعة اليرموك في محافظة إربد شمال الأردن. ويضيف القصص أنه يترقب يوم 11 /11 «لتنفيذ فعالية من العيار الثقيل بعد تشكيل حائط طلابي في وجه قرارات رفع الرسوم الجامعية». ويعتبر الدكتور فاخر دعاس مسؤول الحملة، أن «ذبحتونا» والضغوط التي تمارسها «أدت إلى ارتفاع فلكي في رسوم البرنامج الموازي الخاص بالطلبة غير الحاصلين على مقعد في برنامج التنافس العادي، والدراسات العليا من 100 في المئة إلى 180 في المئة في الجامعة الأردنية». ويرى أن هذا الارتفاع هو تمهيد لرفع رسوم هذين البرنامجين في بقية الجامعات الرسمية، إضافة إلى البدء باتخاذ القرار الاستراتيجي برفع الرسوم للبرنامج العادي (التنافسي)، وهذا موجود في الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي التي وضعها رئيس مجلس التعليم العالي عدنان بدران قبل أشهر. ويؤكد دعاس أن حملة «الجامعات ليست شركات» تأتي كمرحلة ثالثة من التصعيد من خطواتها التدريجية لمواجهة سياسة الحكومة بخصخصة الجامعات وقرار الجامعة الأردنية رفع رسوم البرنامج الموازي والدراسات العليا». وتتمثل هذه المرحلة بتوسيع رقعة الاحتجاجات الطلابية ومن ثم التحضير لملتقى وطني طلابي، في خضم «معركتنا» مع الانصياع الحكومي لإملاءات صندوق النقد والبنك الدوليين، مشيراً إلى أن المرحلة ستختتم بفعالية وطنية طلابية يوم 11/11. ولاقت الحملة صدى واسعاً على شبكات التواصل الاجتماعي من خلال نشر مئات الطلبة من كل الجامعات صورهم وهم يحملون شعارات الحملة، كما شارك عدد كبير من أبناء المغتربين في الخارج بالترويج لها. ويرى دعاس أن الجامعة الأردنية ستصبح الجامعة الأعلى كلفة دراسية بين كل الجامعات الأردنية، بما فيها الخاصة، إذا اعتمدت التسعيرة الجديدة حيث بدل ساعة الطب يبلغ 200 دينار، والهندسة والصيدلة 120 والتحاليل الطبية 100، وهي رسوم أعلى من مثيلاتها في كل الجامعات الرسمية والخاصة، معتبراً أن هذا الارتفاع سيساهم في حصر التعليم في الفئات الأقدر مالياً على حساب الفئات الأكفأ دراسياً. ويكشف دعاس عن أن رفع الرسوم يعني رفع الدولة يدها عن دورها وخفض دعمها للجامعات. ومعلوم أن الحكومة تقدم سنوياً 60 مليون دينار لدعم الجامعات مع وجود 9 جامعات، وهذا المبلغ نفسه كان يوزع قبل عشر سنوات على 5 جامعات. وبذلك ستتم الاستعاضة تدريجياً عن الدعم الرسمي بفتح باب التعليم الموازي على مصراعيه، من دون النظر إلى حاجة السوق أو وجود البنية التحتية القادرة على استيعاب هذا العدد الضخم من الطلبة. وبحسب دعاس، فإن الحملة أمام هذا الواقع وأمام مستقبل مجهول للتعليم العالي ولسمعة «جامعاتنا ومنذ صدور قرار الجامعة الأردنية رسمياً برفع رسوم الدراسات العليا والبرنامج الموازي في 3 يونيو (حزيران) من هذه السنة، لم تأل جهداً في مواجهته بكل الوسائل القانونية والسلمية المتاحة»، مشيراً إلى أن الحملة قامت بربط هذا القرار بسياسة حكومية تعمل على التدريج في خصخصة بعض الجامعات الرسمية. يذكر أن «ذبحتونا» أطلقها شباب حزبيون ونقابيون في 2007 بهدف حماية حقوق الطلاب في التعليم، وحققت على مدى سنوات عمرها القليلة الكثير من الإنجازات في هذا الشأن أهمها قرار رفع رسوم التنافس، وهو البرنامج الذي يتقدم إليه جميع الطلاب للحصول على مقعد جامعي بحسب المعدل، إضافة إلى وقفها قرار وزير التعليم العالي السابق وجيه عويس قبول الطلبة في كليات الطب بشكل مباشر، من دون التقديم للجنة تنسيق القبول الموحد المسؤولة عن توزيع الطلاب على الجامعات الحكومية، إضافة إلى أنها تصدر تقريراً سنوياً حول العنف الجامعي.