رفضت وزارة «البيشمركة» الكردية إرسال قوات إضافية وتشكيل «صحوة» للتركمان الشيعة في قضاء طوزخورماتو التابع لمحافظة صلاح الدين. وأكدت عدم التزامها القرار باعتباره «غير دستوري». وأيد هذا الموقف عضو عربي في مجلس المحافظة، فيما شدد عضو تركماني على أن فشل القوات الكردية في توفير الأمن «أحد أسباب هذا القرار». وعقد وفد رفيع المستوى، برئاسة نائب رئيس الحكومة لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني في قضاء طوزخورماتو الذي يعد من المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل الأسبوع الماضي اجتماعاً، قاطعه ممثلو العرب والأكراد، وتقرر خلاله إرسال قوة عسكرية من محافظة ديالى وتشكيل فوج طوارئ نصف عدده من التركمان، فضلاً عن تشكيل فوج «صحوة» تركمانية، إثر سلسلة هجمات شهدها القضاء خلال الأيام الماضية، أوقعت العشرات بين قتيل وجريح. وأكدت وزارة «البيشمركة» في بيان أمس، تلقت «الحياة» نسخة منه، أن القضاء «هو أحدى المناطق الكردستانية خارج إدارة الإقليم ضمن المناطق المتنازع عليها، وحسب الاتفاق المبرم نهاية عام 2009 يجب أن تكون إدارة ملفه الأمني مشتركة بين الإقليم وبغداد، ثم أن الوفد الذي زار القضاء لم يضم أي ممثل عن الإقليم لذا نحن غير ملزمين بأي قرار اتخذه هذا الوفد»، مشيرة إلى أن «الإرهابيين لا يفرقون بين أي دين أو قومية عندما يشنون هجماتهم، واستقدام قوات لحماية الإخوة التركمان سيولد الفرقة بين سكان القضاء الذي هو خليط منهم ومن العرب والأكراد، وسيعقد الإشكالات». وأضافت الوزارة أن «تشكيل فوج صحوة للتركمان هو إجراء غير دستوري لأن تشكيل أي قوة غير نظامية لأي قومية ودين وطائفة وبهذا الشكل يتعارض أصلاً مع الفقرة (ب) من المادة التاسعة من الدستور العراقي، والشيء نفسه بالنسبة إلى تشكيل فوج الطوارئ»، وخلص البيان إلى أن «الحل يكمن في رفع مستوى تقديم الخدمات لمواطني القضاء وتعزيز العلاقة الأخوية بين القوميات والديانات، وتأكيد العمل المشترك بين الوحدات الإدارية والعسكرية والأمنية فيه». وقال العضو العربي في مجلس كركوك محمد خضر ل «الحياة» إن «تشكيل قوات مكون تحت أي مسمى كان خارج إطار الحكومة المركزية إجراء غير قانوني وغير دستوري، ونحن نؤيد الجيش الذي يضم كل المكونات». وعن تداعيات القرار، أكد أن «البلاد مليئة بالصراعات، كلما تنتهي أزمة نواجه أزمة أخرى، ونتمنى أن لا تضاف أزمة جديدة، ونأمل بتبني حوار هادئ بين حكومتي بغداد وأربيل». في المقابل، قال العضو التركماني في مجلس كركوك نجاة حسين حسن ل «الحياة» إن «التركمان سواء في طوزخورماتو أو كركوك يتعرضون بشكل مستمر إلى الإبادة منذ نحو اربع سنوات، وكل القرى التركمانية الشيعية كانت مستهدفة تحت عنوان طائفي، وعندما نتحدث بهذا الاتجاه لا يعني أننا طائفيون»، وتابع « ونسأل الذين في الإقليم أو في محافظة صلاح الدين أو أي جهة ترفض قدوم قوات للحماية، أين كنتم خلال السنوات الماضية؟ ثم نحن نعتبر قوات البيشمركة جزءاً من الجيش العراقي، لكن أفرادها يرتدون زياً مختلفاً ويخدمون في منطقة خاصة، وإذا كانوا قادرين على حماية القضاء لماذا لم يفعلوا ذلك قبل أن نقدم آلاف الضحايا، ونحن نحمّل كل طرف رافض مسؤولية إسالة كل قطرة دم». وشدد على أنه «لو كانت البيشمركة وفرت الأمن لما كنا اتجهنا إلى الحكومة المركزية».