تستضيف مدينة مونتريال الكندية «مهرجان الجاز العالمي» الذي انطلقت فعالياته الفنية أخيراً، وتستمر حتى 7 تموز (يوليو) الجاري. وينتظر الكنديون الحدث الموسيقي سنوياً منذ انطلاق المهرجان عام 1979 على يد ثلاثة فنانين كنديين، هم سيمار واندريه مينارد ودنيس ملكان. ويستقطب المهرجان مئات الآلاف من السياح الأجانب والكنديين، ويستضيف عمالقة الجاز من مختلف القارات، وتسجل وقائعه في موسوعة «غينيس» كأضخم مهرجان موسيقي عالمي، وتتردد أصداؤه كحدث فريد في مختلف وسائل الإعلام العالمية. ويشارك في المهرجان هذه السنة 3 آلاف فنان ينتمون الى 30 بلداً. وتتجاوز عروضه الألف حفلة، منها 550 في صالات مغلقة (15 صالة) ومخصصة لمشاهير موسيقى الجاز. وغالباً ما يكون رواد هذه العروض من المثقفين والميسورين، فيما تعرض 450 حفلة لمختلف الطبقات الشعبية في الهواء الطلق، وتمتد إلى عشر ساحات فسيحة في قلب مونتريال السياحي. ويتعاقب على أداء العروض الموسيقية التي تبدأ من الساعة الحادية عشرة إلى منتصف الليل فرق جاز تنتمي في غالبيتها إلى الجيل الجديد. وسجل يوم الافتتاح 59 حفلة. وتنقل وقائع المهرجان في الخارج على شاشات تلفزيونية عملاقة. ويقدّر القائمون على المهرجان أن رواده للسنة الحالية سيتجاوزن المليوني شخص. يضج المهرجان بوفرة آلات العزف («اكورديون»، «باس»، «كونترباص»، «كلارينت»، «هورموني»، «فلوت»، «أورغ»، «بيانو»، «ساكسفون»، «ترومبون» وكمان) والألوان الموسيقية («بلوز»، «فولك»، «هيب هوب»، «كلاسيك»، «بوب»، «آر اند بي»، «سول»، «فانك»، «ريغي»، «روك»)، وبقائمة طويلة من عمالقة الجاز أمثال اوسكار بيترسون وليونارد كوهين وأحمد جمال (83 سنة، وهو أميركي اعتنق الإسلام، واسمه الحقيقي فريدريك روسل) وراي تشلربز وانطونيو كارلوس وديف بروبك وستيفان غرابللي ومايلز دافينز وديانا كرال وتومي بينت... وغيرهم. وستوزع، في اختتام المهرجان، جوائز تقديرية لنجوم الجاز. كما ستسجل فعاليات المهرجان على أسطوانات واشرطة فيديو تسهيلاً لتداولها لاحقاً بين الجمهور. عرب الجاز في المقابل، فإن مهرجان الجاز في مونتريال لم يسجل طوال السنوات ال34 الماضية سوى مشاركة محدودة لبعض الفنانين العرب، مثل الشاب خالد ورشيد طه. واقتصرت المشاركة هذه السنة على المغنية زاهيا الجزائرية الشهيرة بصوتها القوي الدافئ ولونها التراثي القبلي الذي يمزج الأغنية بموسيقى البوب والفلامنكو والكلاسيك، وكذلك الفرقة الموسيقية الجزائرية المؤلفة من عازف الغيتار رباح الريحاني ولاعب الباص رضا عينزاني وعازف البيانو غلين كنور. ومن المشرق العربي، أطل الفنان السوري الشعبي عمر سليمان، للمرة الأولى، وأطلق العنان لصوته في الهواء الطلق وقدم باقة من أغانيه السريعة العاطفية الممزوجة بالألحان العراقية والسورية والكردية التي تعبر عن تراث شعوب بلاد ما بين النهرين وعاداتها.