بفرح كبير تحيي مونتريال مهرجان الجاز العالمي الذي بدأت فعالياته الفنية في الأول من الشهر الجاري، وتستمر حتى العاشر منه، علماً انه اصبح احتفالية تقليدية ما زالت تتكرر منذ ثلاثين سنة، وسجلته موسوعة «غينيس» كأضخم مهرجان للجاز. تعود فكرة المهرجان الذي انطلق للمرة الأولى عام 1979، الى ثلاثة فنانين كنديين هم آلان سيمار واندريه مينارد ودنيس ماكان. وكان في البداية كما يقول سيمار «مغامرة ولكنها كانت مشجعة على رغم تواضعها»، مشيراً الى ان الغاية من إقامته كانت وما زالت استقطاب السياح الأجانب وعمالقة الجاز من مختلف القارات. ويوضح ان «السنة الخامسة من انطلاقته كانت واعدة، إذ أصبح حدثاً ثقافياً وموسيقياً كونياً تنقل وقائعه وتتردد أصداؤه في محطات التلفزة والصحف العالمية». يشارك في المهرجان حوالى 3 آلاف موسيقي من 30 بلداً في العالم ونحو 500 فرقة موسيقية. كما يضم 350 عرضاً بعضها مجاني في الهواء الطلق يؤديها هواة يطلون للمرة على الجمهور بدافع الشهرة، وبعضها الآخر غير مجاني يقام في صالات فسيحة مغلقة مخصصة لنجوم الجاز من ذوي الشهرة في الغناء والموسيقى والتأليف. وتمتد الاحتفالات على طول الشوارع والحدائق المحيطة بساحة الفنون المركزية في قلب مونتريال حيث زودت بشاشات تلفزيونية عملاقة. ويقدر منظمو المهرجان ان عدد زواره في هذا العام سيبلغ رقماً قياسياً يتجاوز 3 ملايين مشاهد. يضج المهرجان بألوان كثيرة من الآلات والألوان الموسيقية التي تتعاقب على تأديتها كوكبة من كبار الجاز في العالم، مثل بوب ديلون وكيت جاريت وهاري كونيك وسيساريا ايفورا ومانو شو وفرانسيس غبريال وريتشارد دبونا... وغيرهم. واللافت ان الفنان الجزائري رشيد طه، مغني الراي الشهير، أتى خصيصاً من فرنسا لتقديم ليلة عربية مع فرقته «الكان»، وهو الشهير بأدائه «الراديكالي» المتمثل في استخدام الآلات والتوزيع الموسيقي وما تتضمنه أغانيه من دعوات الى محاربة الفقر ومناهضة التمييز العنصري وتهميش المهاجرين. واللافت أيضاً ان ملك البوب الأميركي الراحل مايكل جاكسون كان من أبرز الحضور، سواء في صوره التي كانت تنتشر في كل مكان وتعلق على صدور المعجبين أم في تكريمه من قبل رائد الجاز الأفرو- أميركي ستيفي وندور الذي غنى وصلات من ألبومات الراحل استغرقت نحو ساعتين، فألهب حماسة الجمهور الذي قاطعه بالهتاف والتصفيق وصيحات الإعجاب والتقدير. وأشار سيمار الى انه في نهاية المهرجان ستوزع 10 جوائز تقديرية لكبار المشاركين من عمالقة الجاز. كما ستسجل وقائع الاحتفالات على أسطوانات «سي دي» و «دي في دي» تسهيلاً لتداولها بين الجمهور.