في شارع "فرحات حشاد" في مدينة القصرين المتاخمة للحدود الجزائرية، يجلس شبان عاطلون عن العمل يطالعون برامج المرشحين للانتخابات آملين أن تتغيّر أوضاعهم في هذه المدينة التي "أصبحت ملجأ لجماعات إسلامية متشددة تحتمي في جبالها وبعض احيائها". ليست البطالة التي تصل نسبتها في هذه المدينة إلى 15 في المائة، المشكلة الوحيدة التي يعاني منها الشباب، إذ تحولّت القصرين منذ الإنتفاضة في العام 2011 إلى بؤرة توتر، خصوصاً وأن الجماعات الإسلامية المتشددة تحتمي في جبالها الوعرة. وتحاصر قوات الأمن والجيش منذ أشهر مقاتلين إسلاميين لجأوا إلى جبال الشعانبي في المدينة وهاجموا نقاط تفتيش وقتلوا جنوداً. كما هاجموا بيت وزير الداخلية لطفي بن جدو في حي الزهور وقتلوا أربعة حراس. تقول ابتسام سمعلي إنّها "حاصلة على شهادة في علوم المحاسبة، لكنها لا تزال عاطلة عن العمل منذ سنوات"، مضيفةً "لم يتغير شيء في القصرين، لا تزال المدينة منسيّة ومهملة، ليس فيها أي مشاريع ولا تنمية، وللأسف اليوم التصقت كلمة إرهاب بها". أما الشاب إبراهيم العصادي فيقول: "نحن الشباب لم نجن من القصرين سوى البطالة والإرهاب"، مشيراً إلى أنّه سينتخب على أمل أن تتحسّن الأوضاع وأن تهتمّ الحكومة بمشاكل المدينة، "لكن صبرنا لن يطول كثيراً وإذا ظلّ الوضع على ما هو عليه، ربّما تُشعل القصرين ثورة ثانية لن تهدأ هذه المرة". الأمل في التغيير في هذه المدينة لا يراود الشباب فقط، إذ يقول محمد لخضر النصراوي (63 عاما) الذي يعيش أوضاعاً صعبة، إن الأمل ما زال يراوده وإن أهالي القصرين سيدلون بأصواتهم وسيصبرون آملين بتحسن الأوضاع. وكان رئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة قال: "تونس تحتاج إلى ثلاث سنوات أخرى من العمل لإصلاح الإقتصاد وإنعاشه من خلال خفض الدعم ورفع عائدات الضرائب"، مضيفاً أنّ هناك توافقاً بين الأحزاب السياسية الكبرى على التوجهات العامة لإصلاح الإقتصاد المنهار منذ العام 2011.