أعلن الوزير المكلف الأمن في تونس رضا صفر أمس، أن العمليات العسكرية في جبل الشعانبي الحدودي مع الجزائر توشك على الانتهاء، مضيفاً أنه «مازالت هناك بعض العمليات المتواصلة للقضاء على جيوب الإرهابيين». وصرح صفر بأن المجموعات المسلحة غادرت جبل الشعانبي في محافظة القصرين (غرب) وانتقلت إلى جبال أخرى بعد تضييق الخناق عليها، مؤكداً أنه «تم اقتحام أغلب معاقل المجموعات الإرهابية المتمركزة هناك». وكان الجيش التونسي أطلق عملية واسعة في الشعانبي قبل شهر، وصفها الناطق باسم وزارة الدفاع التونسية توفيق الرحموني بأنها «الأعنف منذ انطلاق العمليات الإرهابية في الجبل». وفي سياق متصل، أعلن محافظ القصرين عاطف بوغطاس أمس، إعادة فتح محمية جبل الشعانبي (مدخل الجبل) أمام المجتمع المدني لأول مرة منذ انطلاق العمليات العسكرية فيه. وكانت قيادات عسكرية ومسؤولين أمنيين تونسيين أكدوا سابقاً تقدم العمليات في اتجاه «تطهير» جبل الشعانبي نهائياً واقتحام معاقل المسلحين ونزع الألغام المزروعة فيه. في غضون ذلك، اعتبر مفتي الجمهورية التونسية حمدة سعيد في بيان أصدره أول من أمس، أن «قتل النفس بالحرق أو بالغرق أو بالخنق أو بأي وسيلة كانت، حرام في الإسلام». وتابع البيان أن «العلماء أجمعوا على أن الانتحار من الآثام العظيمة والذنوب الكبيرة التي تغضب الله عز وجل»، داعياً التونسيين إلى المساهمة في إنقاذ أرواح إخوانهم وأبناءهم وبث روح الأمل والتفاؤل ورفع المعنويات. وجاءت هذه الفتوى في سياق تزايدت فيه أعداد الأشخاص الذين أضرموا النار في أجسادهم لأسباب اجتماعية نظراً لتفشي البطالة وتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية خاصة في أوساط الشباب التونسي. وكان الشاب محمد البوعزيزي أضرم النار في نفسه في محافظة سيدي بوزيد (وسط البلاد) قبل أكثر من 3 سنوات ما أطلق شرارة الانتفاضة الشعبية التي أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي معلنةً بداية ما عُرف ب «الربيع العربي».