يلتحق 6300 جندي افريقي يتواجدون في مالي بدءاً من غد بقوة السلام الجديدة التابعة للأمم المتحدة التي ستتولى مهمة إرساء الأمن والاستقرار في هذا البلد الذي يواجه منذ العام الماضي أخطر ازمة في تاريخه. ويأتي ذلك بعدما أعطى مجلس الأمن الاثنين الماضي الضوء الأخضر لنشر هذه القوة بدءاً من الأول من تموز (يوليو). وستضم القوة الدولية لحفظ السلام والتي سيقودها الجنرال الرواندي جان بوسكو كازورا 12600 عسكري وشرطي بحلول نهاية كانون الاول (ديسمبر)، لضمان الأمن في مالي، خصوصاً في الشمال الشاسع الذي يشكل ثلثي البلاد واحتلته جماعات «جهادية» واجرامية مرتبطة بتنظيم «القاعدة» 10 شهور العام الماضي، إثر انقلاب عسكري في باماكو في 22 آذار (مارس) 2012، ما مهّد لارتكابها انتهاكات. وطردت هذه الجماعات جزئياً إثر تدخل الجيش الفرنسي في 11 كانون الثاني (يناير) لدعم قوات المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا والجيش التشادي في البعثة الأفريقية من اجل ارساء الاستقرار. لكن «جهاديين» لا يزالون ناشطين، وشن بعضهم هجمات انتحارية اخيراً. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مطلع الشهر الجاري إن «الجماعات المسلحة فقدت تفوقها التكتيكي، وجزءاً كبيراً من ملاذاتها في شمال مالي، لكنها ما زالت تملك القدرة على تشكيل تهديد كبير للمنطقة، ولديها شبكات دعم وبنى للتجنيد». وستكون أولى مهمات بعثة الأممالمتحدة ضمان امن الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي ستنظم في 28 تموز، في وقت يُعاد تشكيل الجيش المالي الذي هزمته الجماعات المسلحة العام الماضي، وتجري اعادة بنائه. واول من امس، اعلن رئيس اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة لمالي ان تنظيم الانتخابات في الموعد المحدد «بالغ الصعوبة لأن التحديات ما زالت كثيرة. لكن فرنسا التي مارست ضغوطاً قوية على السلطة الانتقالية التي شكلت في باماكو بعد انقلاب آذار 2012 لتنظيم الاقتراع في تموز، اكدت انه سيجرى «في المهلة المحددة». في الجزائر، اعتبر وزير الخارجية مراد مدلسي خلال اجتماع وزاري لدول الميدان (الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر) خصص لبحث اوضاع المنطقة، خصوصاً مالي «ان الوضع في هذا البلد «يتجه الى الاستقرار بعدما بدأ يسترجع هدوءه، ووحدته اراضيه لم تعد مهددة، كما يستكمل مساره الدستوري، فيما تبقى التحديات التي تواجه مالي وبلدان المنطقة كبيرة، ما يحتم تشاور دول الميدان من أجل الوقاية من أي تداول للسلاح، وأي تحرك للجماعات الارهابية في المنطقة». وشدّد مدلسي على «ضرورة تنمية بلدان الميدان خصوصاً مالي، والتي تبقى عرضة لتهديدات الارهاب والجريمة المنظمة والعابرة للأوطان، ما يحتم مواصلة مكافحة هذه الظواهر بلا هوادة».