من ضمن اللقاءات التي تنظّمها مؤسّسة الفكر العربي في مقرّها ببيروت، عقدت المؤسّسة لقاءها الثاني تحت عنوان «الشباب والرقمنة: تطوير أم عجز في النموّ الاقتصادي؟»، بمشاركة خبراء ومختصّين، ناقشوا دور الرقمنة في تنشيط النموّ الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة، ومساعدة صانعي السياسات على وضع الخطط المدروسة، خصوصاً أن الرقمنة ساهمت بحوالى 193 بليون دولار في الناتج الاقتصادي العالمي، وفي خلق ستة ملايين وظيفة على مستوى العالم خلال 2011، وفق تقرير لشركة «بوز أند كومباني». وقال مؤسّس شركة «جولاي ثيرتين» للاستشارات والتدريب زياد حمدان، أن من أصل 360 مليون شخص يتحدّثون العربية، يستخدم 60 مليوناً الإنترنت، ويوجد 1.1 في المئة من المحتوى العربي على الإنترنت، في حين أن من أصل 350 مليون متحدّث باللغة الفرنسية، يوجد 60 مليون منهم متّصل بالإنترنت، فيما المحتوى الفرنسي الموجود على الإنترنت هو 4.4 في المئة. وتحدثت مؤسّسة شركة «داسديزاين» أسمى حب الله عن أهمية الرقمنة كمهارة، ووسيلة أساسية لمواكبة كل جديد في مجال الأعمال، إذ إن 80 في المئة من الشركات تستخدم وسائل الاتصال الحديثة. وقدّم أستاذ الألسنيات والمعلوماتية في الجامعة اللبنانية غسان مراد مداخلة، أكّد فيها «أننا نعيش مرحلة حتمية تكنولوجية، وبالتالي فإن موضوع خلق فرص عمل يحتاج إلى خلق علوم تواكب هذه التغيّرات». وتناول المستشار في الرقمنة والمعلوماتية فادي بزري الرقمنة وتأثيرها في سوق العمل، وخلق شركات جديدة تعمل في مجال الإنترنت. وتحدث مهندس نظم المعلومات الجغرافية جوزيف بشارة عن الأثر الفعلي للرقمنة في استحداث الوظائف أو العكس، مشيراً إلى تقارير حديثة تؤكّد أن الرقمنة أحدثت مفعولاً عكسياً لجهة زيادة نسبة العاطلين من العمل. وقدّمت المستشارة في مؤسّسة «كشيدة» لخدمات التعليم الإلكتروني ربى مراد، عرضاً عن التعليم الإلكتروني وارتباطه بالرقمنة، ودوره في توسيع دائرة المتلقين. واختتم الأمين العام المساعد في مؤسّسة الفكر العربي حمد العمّاري بكلمة، أكّد فيها الجهود الكبيرة التي تبذلها المؤسّسة لإدخال نتاجها المعرفي من كتب ومشاريع مختلفة في عالم الرقمنة.