واصلت قوات النظام قصفها المدفعي وغاراتها الجوية على مناطق في العاصمة وأطرافها مع حصول انفجارين عنيفين في ريف دمشق، في وقت اندلعت مواجهات في محيط مقر عسكري كبير في جنوب البلاد، وشن مقاتلو المعارضة هجوماً لفرض «سيطرة كاملة» على حي الراشدين في حلب شمالاً، وقتل عدد من الضباط في هجوم شنه «الجيش الحر» على موقع عسكري في شمال غربي البلاد. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القصف استمر أمس على حي القابون من قبل القوات النظامية ما أدى إلى سقوط جرحى ضمن محاولات مستمرة للسيطرة على الحي الشمالي في العاصمة، في وقت سقطت قذيفة هاون على إحدى الأبنية السكنية في حي العدوي في قلب المدينة مع ورود أنباء عن إصابة سيدة وابنتها بجروح. وتحدثت مصادر المعارضة عن قيام قوات الأمن بدهم كلية الطب في جامعة دمشق واعتقال عدد من الطلاب. وتابع الطيران الحربي غاراته على مزارع بلدة الديرخبية ومناطق في مدينة دوما في الغوطة الشرقية، بالتزامن مع اشتباكات في مدينة عربين التي تعرضت لقصف أسفر عن قتلى وجرحى. كما قصفت قوات النظام مدينة داريا جنوبدمشق. وقال «المرصد» إن انفجارين هزَا أطراف بلدتي بيت سحم وشبعا فجر امس من دون معرفة طبيعتهما أو حجم الخسائر الناجمة عنهما، علماً أن قوات النظام قصفت بلدتي يلدا وعدرا وأطراف مدينة يبرود وقرية افرا ومنطقة حلبون في الضواحي البعيدة من دمشق. وأضاف أن طائرات حربية شنت غارتين على أطراف مدينة حمورية لجهة بلدة بيت سوا فيما قتل رجل من مدينة الزبداني في مكمن للقوات النظامية عند أطراف المدينة. وفي درعا جنوب البلاد قرب حدود الأردن، قصفت قوات النظام بلدة انخل وسط اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في محيط اللواء 15 الذي شهد انفجارات عنيفة وتصاعد أعمدة دخان بحسب ناشطين من المنطقة، مع تردد أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين. وقال «المرصد» إن القصف طاول حي طريق السد في درعا ما أدى إلى سقوط جرحى وتضرر بعض المنازل. وبين دمشق والجولان، تعرضت مناطق في بلدات طرنجة وجبابتا الخشب والقحطانية والحميدية في ريف القنيطرة لقصف من القوات النظامية، وسط إطلاق نار من رشاشات ثقيلة في مناطق في مدينة البعث قرب القنيطرة في الجولان المحتل. وفي وسط البلاد، أفاد «المرصد» أن الطيران الحربي شن غارة على مناطق في بلدة دير فول في ريف حمص، فما تعرض المناطق القريبة من النادي الرياضي في مدينة الرستن ومناطق في بلدة القريتين وقرية الدراة الكبير لقصف من القوات النظامية ما أدى إلى سقوط جرحى ودمار في منازل. كذلك اندلعت مواجهات على طريق تدمر - دمشق، بالقرب من قرية السكرية، حيث تحدثت مصادر عن قتلى من الطرفين. وأشار «المرصد» إلى أن القوات النظامية قصفت مناطق في الحولة واستقدمت تعزيزات إلى بلدة القريتين ضمت دبابات وناقلات جند لجهة بلدة مهين وسط اشتباكات في محيط البلدة. وقال إن هناك أنباء عن إصابة الكتائب المقاتلة لطائرة حربية في سماء البلدة في حين قتل مواطن جراء سقوط قذيفة على منزله في القصف الذي تعرضت له مناطق في البلدة من قبل القوات النظامية. كما قتل شخصان من مدينة تلكلخ، أحدهما استشهد إثر إعدامه ميدانياً من قبل القوات النظامية بعد اعتقاله بحسب نشطاء، فيما قضى الآخر في تفجير مجهول في حي السوق في مدينة تلكلخ. وفي داخل حمص، سمع أصوات إطلاق نار كثيف في حي الوعر. وفي شمال غربي البلاد، استهدفت الكتائب المقاتلة أول من أمس بعدد من الصواريخ مبنى القيادة العسكرية في معسكر الجازر في قرية الرامي في جبل الزاوية بريف إدلب. وقال «المرصد» إن معلومات مؤكدة تفيد بمقتل ضابط عالي الرتبة من القوات النظامية يتحدر من قرية المرانة التابعة لمدينة بانياس بمحافظة طرطوس غرب البلاد، وأن أنباء تحدثت عن مقتل وجرح عدد آخر من الضباط والجنود. وأشار «المرصد» إلى حصول اشتباكات في محيط معسكري وادي الضيف والحامدية قرب مدينة معرة النعمان على طريق سريع بين وسط سورية وشمالها. وقال «المرصد» إن معلومات تحدثت عن إصابة مقاتلي المعارضة طائرة مروحية كانت تحلق في سماء حي سيف الدولة في حلب شمالا، في وقت قتل ثلاثة عناصر من كتيبة مقاتلة في حي المعادي في المدينة في إطلاق نار من قبل عنصر سابق من الكتيبة من دون معرفة الأسباب. واندلعت مواجهات في الحي الخامس في حي الراشدين في المدينة في محاولة من الكتائب المقاتلة المعارضة للسيطرة على الحي في شكل كامل، فيما دارت اشتباكات أخرى في حي الأشرفية مع ورود أنباء عن خسائر في صفوف القوات النظامية. وفي ريف حلب، دارت اشتباكات في محيط السجن المركزي، فيما تعرضت بلدة تل رفعت لقصف من القوات النظامية رافقها تحليق للطيران الحربي في سماء البلدة. وفي شمال شرقي البلاد، تجددت الاشتباكات على أسوار الفرقة 17 في ريف الرقة، فيما سقط مقاتل معارض من بلدة المريعية في ريف دير الزور خلال اشتباك مع القوات النظامية. وقال «المرصد» إن طائرات مروحية شنت غارة على مناطق في بلدة تل حميس في الحسكة قرب حدود العراق. إلى ذلك، (رويترز) قال هادي العامري وزير النقل العراقي والأمين العام ل «منظمة بدر»، الجناح العسكري السابق ل «المجلس الأعلى العراقي» إن آلاف الشبان الشيعة من العالم والعراق سيذهبون للقتال في سورية إذا تعرض الشيعة هناك إلى هجوم مماثل لما حدث في بلدة حطلة في دير الزور الأسبوع الماضي، أو إذا استهدف مقاتلو «جبهة النصرة» المراقد الشيعية. وقال العامري رداً على سؤال: «التقيت قبل أسبوع تقريباً نائب وزير الخارجية الأميركي، وقلت له بكل صراحة: نحن بالنسبة لنا لا نشجع أحداً على الذهاب والقتال (في سورية). لكن إذا صار مثل هذا التعدي الذي حصل على القرية الشيعية في دير الزور، أو لا سمح الله صار تعد على مرقد السيدة زينب، سوف يذهب، ليس نفر ونفرين، بل آلاف، بل عشرات الآلاف من الشباب ويقاتلون إلى جانب النظام ضد القاعدة وضد من يدعم القاعدة. لذلك ما أعتقده أنا أن الوضع في سورية سيتأزم أكثر». وزاد: «لا حل في سورية إلا الحل السياسي، لأن البديل غير واضح. من يقاتل اليوم ضمن الجيش السوري هم بين 70 و80 في المئة من السنة، وهؤلاء يقاتلون إلى جانب (الرئيس بشار) الأسد لأن البديل هو القاعدة، البديل هو جبهة النصرة. هؤلاء إذا جاؤوا (إلى الحكم) سورية ستدمر، والشعب السوري سيذبح». وأضاف: «المرحلة المقبلة في سورية، هي مسك كل مناطق تهريب السلاح والمقاتلين، وهي في مكانين: شمال حلب باتجاه تركيا، والقصير باتجاه لبنان. وضع القصير حسم، والآن المعارك جيدة في شمال حلب».