تعود الفنانة الفلسطينية ريم بنّا إلى بيروت لتغنّي في قصر الأونيسكو غداً، في حفلة هي الثانية على هذه الخشبة، ولكن لها وقع الصعود الأول إلى المسرح كما تقول. فللغناء في بيروت رهبة لفنانة تواجه صعوبة خاصة في دخول لبنان، لكونها من فلسطينيي 48، ونظراً الى أن الجمهور الذي ستلتقيه هذه المرة مزيجٌ من لبنانيينوفلسطينيين وسوريين. هذه أيضاً ليست زيارة ريم الأولى إلى لبنان فسبق أن زارته مرتين، إلا أنها في كل مرة، تختلجها مشاعر المرة الأولى، بحسب ما قالت ل «الحياة» عبر تطبيق «سكايب» الالكتروني، من بيتها الصغير في الناصرة المحاط بشجيرات ليمون والمطل على مرج عامر. وتتابع ريم بصوت مخنوق: «أشعر بتأثر كبير لأنّي ببساطة لا أصدق أنّي سأكون هناك غداً، فليس بسيطاً أن أدخل لبنان، هذا البلد الذي لو لم يكن هناك احتلال لما ترددت لحظة في أن أقود سيارتي وأذهب لأمضي فيه نهاية كل أسبوع». ولكن التحدّي يطغى على مشاعر ريم، كما تقول، تحدّي الاحتلال والحدود والتحدّي الذي ينضوي عليه الغناء لجمهور مقاوم في حفلة بدعوة من الحزب الشيوعي اللبناني في ذكرى تأسيسه التسعين. وتقول عن ذلك: «أشعر بتأثر في شكل خاص وبمسؤولية لأني سألتقي بجمهور لا يضم لبنانيين فحسب بل فلسطينيين وسوريين أيضاً، أي أنّي سأغني لأناس من بلاد الشام، وعليّ أن أخاطب كل واحد فيهم، أخاطب السوريين واللبنانيينوالفلسطينيين، أخاطب اللجوء، المنفى، الحرية، الحب، كل المعاني الكبيرة التي تؤلم وتفرح في آن معاً». وتضيف ريم التي تلحّن معظم أغنياتها: «عليّ أن أحمل كل هذه الأشياء في روحي وأنا أغنيّ، أعرف أنّي حين سأعتلي المسرح، يجدر بي إيصال هذه الأحاسيس والمعاني الى الناس لأنهم ينتظرون أن يسمعوها ويشعروا بها». ستغني ريم من ألبومها الجديد «تجلّيات الوجد والثورة» الذي كما يشي عنوانه يضم أغاني تتناول الثورات في المنطقة ومفاهيم الحرية والنضال والثورة وتقرير المصير. ولكنها ستغني أيضاً من ألبوماتها السابقة لا سيّما «مرايا الروح» و «مواسم البنفسج» التي يحفظ أغانيها الجمهور. تخرج ريم من فلسطين التي ترزح تحت احتلال يثقل كاهلها وكاهل كل الشعب الفلسطيني، تاركة تعبها عند الحدود وحاملة فقط ما تختزن من حياة وشغف وفرح وحماسة، إلى بيروت، المدينة التي تعشق، «المدينة المجنونة مثلنا والتي لا يخذلنا جنونها مهما همد»، كما يحلو لها دائماً أن تقول في كلّ مرة تصل فيها إلى مشارف هذه المدينة. «سأحمل النَفَس الفلسطيني، الروح الفلسطينية، سأحمل شمس فلسطين، سأحمل مطر فلسطين، سأحمل الحب الكبير من هذا البلد، من هذه الأرض، من شجر الليمون، سأحمل ابتسامة الناس، دمعتهم، الوجع والفرح، المعاناة والصمود، القوة، كل الاحساس المقاوم الذي ينتابنا ونعيشه، هذا المزيج الذي يشكّلنا سأحمله إليكم». تختم ريم حديثها إلى «الحياة» بدعوة جمهورها الى حضور حفلتها ليس لشيء سوى أنه «ليس سهلاً أن آتي دائماً إلى بيروت لما في ذلك من مخاطرة وكسر للحظر».