أعلن البيت الأبيض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الافغاني حميد كارزاي اكدا دعمهما اجراء محادثات مع حركة «طالبان» في قطر، مما يجدد الامل بإطلاق عملية سلام. ويأتي الاعلان رغم الهجوم الجريء الذي نفذته «طالبان» ضد القصر الرئاسي في وسط كابول الثلثاء وقتل فيه ثلاثة حراس والمهاجمون الخمسة، اضافة الى استمرار العمليات الامنية ضد مقاتلي الحركة والتي اسفرت امس، عن سقوط 17 «طالبانياً» في انحاء متفرقة من البلاد. وفي اتصال عبر الدائرة المغلقة، اتفق اوباما وكارزاي الثلثاء على ان «عملية سلام ومصالحة تقودها افغانستان هي الوسيلة الافضل لوضع حد لاعمال العنف وضمان احلال استقرار دائم في افغانستان وفي المنطقة»، كما اعلن البيت الابيض. وجدد الرئيسان دعمهما «لفتح مكتب في الدوحة من اجل اجراء محادثات بين المجلس الاعلى للسلام وممثلين رسميين من طالبان». يذكر ان المجلس الأعلى للسلام هو مؤسسة انشأها كارزاي لضم حركة «طالبان» الى عملية السلام في افغانستان. ويبدو ان اوباما تمكن من اقناع كارزاي بتجديد جهود السلام وذلك بعد معارضته الشديدة للطريقة التي افتتحت بها «طالبان» المكتب في الدوحة ما اوحى بأنه مقر لحكومة في المنفى. وكان الموفد الاميركي الى افغانستانوباكستان جيمس دوبينز اجرى محادثات الاثنين في كابول مع كارزاي حول مفاوضات السلام مع «طالبان». وقال دوبينز ان واشنطن «غضبت» للطريقة التي افتتحت بها «طالبان» مكتبها في قطر والذي يهدف الى ان يكون الخطوة الاولى باتجاه التوصل الى اتفاق سلام في افغانستان. وكانت الحركة رفعت راية بيضاء كتب عليها «امارة افغانستان الاسلامية» وهو الاسم الذي اطلقته الحركة نظامها في افغانستان (1996 - 2001). وأدى العلم والاسم الى اعاقة المرحلة الاولى من جهود التوصل الى اتفاق سلام مع استعداد واشنطن لسحب قواتها من البلد المضطرب بعد 12 سنة من الاطاحة بالحركة غداة هجمات 11 ايلول (سبتمبر) 2001. وأصرت الحكومة الافغانية على ان مكتب «طالبان» في قطر يجب ان يستخدم فقط لأغراض المفاوضات المباشرة مع مفاوضين يعينهم كارزاي. وجددت كابول تأكيدها الالتزام بعملية السلام. وأزيلت الراية واللافتة من مقر المكتب. وكان دوبينز وصل الثلثاء الى اسلام اباد لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء نواز شريف وغيره من كبار المسؤولين على امل اطلاق محادثات مع الحركة التي تنشر قواعد خلفية لها في باكستان. وأعلن مكتب شريف انه ابلغ دوبينز بأن «باكستان لها مصلحة كبرى في عودة السلام والاستقرار الى افغانستان». ويقول خبراء ان باكستان ادت دوراً اساسياً في اقناع «طالبان» بإجراء مفاوضات سلام مع واشنطن والحكومة الافغانية. وأشار البيت الابيض الى ان اوباما رحب بتولي قوات الامن الافغانية قيادة العمليات في مختلف انحاء البلاد الاسبوع الماضي. وتابع ان الرئيسين تباحثا في اتفاق امني ثنائي لكنه لم يحدد موعداً لاستئناف المحادثات بينهما. ومن المقرر ان ينسحب قرابة مئة الف جندي اجنبي 68 الفاً منهم اميركيون من افغانستان بحلول نهاية 2014. ولفت بيان البيت الابيض الى ان الرئيسين بحثا مسألة الانتخابات في افغانستان في 2014 و «جددا التأكيد على ان انتخابات حرة وعادلة وذات صدقية ستكون مهمة من اجل مستقبل البلاد».