دبي، كابول، برلين – رويترز، أ ف ب – توقع محمد نعيم، الناطق باسم «طالبان» في قطر، أن يلتقي ممثلوها اليوم وفداً أميركياً وصل إلى الدوحة لإجراء محادثات سلام تمهيدية. في وقت اشترطت كابول الإشراف على المحادثات للتفاوض مع المتمردين. كما أبدت تحفظها عن تسمية المكتب باسم «إمارة أفغانستان الإسلامية»، ما يوحي باعتراف بنظامها الذي أطاحه التحالف غداة اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وقال نعيم ل «الحياة» أن من الممكن ان تعقد اليوم «جلسة ابتدائية بين وفدين للحركة والولاياتالمتحدة لتبادل الآراء. وبعد ذلك تحدد المواضيع ( المطروحة للنقاش) وهي معروفة، ويمكن أن يطرح الجانبان ما يرونه من مواضيع لنتفق على شيء معين» في المفاوضات. وتوقع الرئيس باراك أوباما «مفاوضات صعبة مع طالبان، خصوصاً أننا نتقاتل منذ فترة طويلة، وحتى قبل اعتداءات 11 أيلول». ولفت إلى أن الرئيس الأفغاني حميد كارزاي يدرك الحاجة إلى مصالحة سياسية، بعدما تسلمت قوات بلاده مهمات الأمن بالكامل من قوات الحلف الأطلسي (ناتو)، وقال: «نحتاج إلى المضي قدماً، وإنهاء دائرة العنف كي يبدأ الأفغان بناء بلدهم». وعلى غرار الولاياتالمتحدة، كشفت صحيفة «ديلي ميل» أن بريطانيا ستنضم إلى محادثات سلام مع «طالبان»، بعدما أجرى ضباط في أجهزة استخباراتها مفاوضات سرية مع الحركة خلال العامين الماضيين، للمساعدة في التمهيد لمحادثات سلام. وأفاد بيان أصدرته الرئاسة الأفغانية بعد اجتماع عقده كارزاي مع مسؤولي المجلس الأعلى للسلام، المكلف التفاوض مع المتمردين، بأن «المجلس لن يشارك في محادثات سلام في قطر، إلا إذا سمحت القوى الخارجية بأن يدير الأفغان المفاوضات». وزاد البيان: «تريد أفغانستان الانضمام إلى مفاوضات سلام مع طالبان، لكن مؤشرات الحرب والمجازر التي ارتكبت بالتزامن مع فتح المكتب في الدوحة تناقض إرادة السلام»، في إشارة إلى مقتل أربعة عسكريين أميركيين في هجوم استهدف قاعدة بغرام العسكرية الأميركية شمال كابول ليل الثلثاء – الأربعاء، وتبنته «طالبان». وأعلنت الرئاسة أن فتح مكتب ل «طالبان» في قطر «يُظهر عدم تنفيذ الولاياتالمتحدة وعودها للدولة الأفغانية في شأن دور المكتب الذي وقفت تدخلات أجنبية وراء فتحه». أتى ذلك بعد ساعات على تعليق كابول مفاوضاتها مع الولاياتالمتحدة حول اتفاق أمني ثنائي، وذلك تعبيراً عن استيائها من إعلان الولاياتالمتحدة و «طالبان» أنهما ستجريان مفاوضات مباشرة، تخشى أن تؤدي إلى إقصائها من عملية السلام، علماً أن المخاوف ذاتها دفعت كابول سابقاً إلى معارضة فتح مكتب ل «طالبان» في الخارج. لكن رد فعل كابول «غير الإيجابي» على المحادثات المباشرة بين واشنطن و «طالبان» لم يمنع الرئيس الأميركي باراك أوباما من إبداء أمله بمواصلة عملية المصالحة الأفغانية. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية انغيلا مركل في برلين: «آمل بأن تستمر هذه العملية على رغم التحديات»، مقرّاً بأنه توقع دائماً «توتراً» مع كابول حول المسألة. وأمس، قتل 5 شرطيين أفغان برصاص أطلقه زميل لهم عليهم في منطقة غرشيك بولاية هلمند (جنوب)، بينما أعلنت وزارة الداخلية مقتل 21 من «طالبان» في عمليات أمنية خلال الساعات ال24 الأخيرة.