توقع عدد من مستثمري حملات الحج والعمرة بالداخل أن تشهد أسعار الحملات هذا العام ارتفاعاً كبيراً، مطالبين الجهات المختصة بالتدخل ووضع حد أعلى وأدنى لذلك، مؤكدين أن أسعار المواقع والخيام في المشاعر ثابتة ومحددة، إلا أن تأخير تسليمها يتسبب في مشكلات كثيرة للحملات. وأكدوا أن سعر إيجار الخيمة الواحدة في مشعر منى فئة «أ» يبلغ 7500 ريال، وفئة «ب»6250 ريالاً، وفئة «ج» 4500 ريال، وفئة «د» 2500 ريال، وفئة «ه» 1500 ريال. وقال مدير شركة حملة الإحسان للحج عبدالله الغامدي ل«الحياة»: «إن أسعار الخيام في المشاعر المقدسة محددة، تبدأ من 1500 إلى 7500 ريال للخيمة بحسب الفئة»، لافتاً إلى أن تأخير تسليم الخيام للحملات يتسبب في مشكلات كبيرة تؤدي إلى الإخلال بالعقود مع الحجاج، وهذا «الذي نعاني منه سنوياً»، مطالباً بأن يكون التسليم من بداية شهر شوال، حتى تستطيع كل حملة ترتيب وضعها في المشاعر، واستقبال الحجاج في شكل جيد. مشيراً إلى أن حجاج الخارج يتبعون مؤسسات طوافة محددة، وبأسعار محددة بنحو 1500 ريال للخيمة. ولفت إلى أن حملات الحج في الداخل تعاني كثيراً من المشكلات، أهمها النقل سواء بالطائرة أم الباصات، إذ وصل سعر المقعد بالطائرة إلى 1200 ريال، وأسعار الباصات تتراوح بين 1000 و1700 ريال، إضافة إلى أن الخدمات الآن أصبحت من خلال التعاقد مع شركات تقوم برفع الأسعار سنوياً، إذ كانت تتراوح بين 500 و2500 ريال بحسب نوعية الوجبات. ويتوقع أن ترتفع خصوصاً مع ارتفاع كلفة المعيشة أخيراً. وأكد الغامدي أن أسعار العام الماضي كانت مرتفعة جداًً، ونتوقع ارتفاعها العام الحالي، لافتاً إلى أن خفض عدد حجاج الداخل بنحو 50 في المئة والخارج بنحو 20 في المئة لن يسهم في خفض الأسعار، بخاصة أن أعداد من يدخلون المشاعر من غير المصرح لهم بالحج كبيرة، وهذا من الإشكالات التي لم تحل حتى الآن. من جهته، توقع مدير حملة الأجور للحج حسين القحطاني أن تشهد أسعار حملات الحج هذا العام ارتفاعاً كبيراً على رغم خفض نسبة الحجاج من الداخل والخارج، خصوصاً أن كل شركة لديها التزامات عدة تكلفها مبالغ طائلة، مستبعداً تراجع الأسعار إلا إذا أعطت الدولة مميزات معينة، سواء ما يتعلق بأجور المواقع والخيام أم غيرها. وأكد أن تأخير تسليم المواقع يسبب كثيراً من الإشكالات والإرباك للحملات، إذ إن تقديم وقت تسليمها سيسهم في شكل كبير في تقديم خدمات تسويقية جيدة، وطرح عروض مناسبة للحجاج، لافتاً إلى أن حملات حجاج الداخل تعاني من مشكلاتها المزمنة مع الطيران، سواء من حيث ارتفاع الأسعار أم اختلاف المواعيد والإجراءات، مشيراً إلى «أن وكالات السفر ممنوع دخولها في القرعة على الرحلات الجوية، ولكننا نتفاجأ أنها تعمل من الباطن، وتعرض مقاعد ورحلات كاملة، بأسعار مرتفعة تصل إلى 1700 ريال للمقعد». من جهته، ذكر أحد المستثمرين (رفض ذكر اسمه) أن أسعار الحملات سجلت في العام الماضي ارتفاعاً بلغ أكثر من 60 في المئة، متوقعاً أن تزيد الأسعار على ذلك في العام الحالي، إذ وصلت أسعار بعض الحملات للشخص الواحد في العام الماضي لأكثر من 15 ألف ريال، مرجعاً السبب إلى زيادة التكاليف وارتفاع الأسعار، سواء للنقل أم المواد الغذائية، إضافة إلى ارتفاع أسعار الخدمة في وقت أصبح هناك شحّ في العمالة التي تقوم على معظم الخدمات، وارتفاع أسعار المتوافر منها. وأشار إلى أن الكثير من الحملات أوقفت عملها بسبب الكثير من العقبات، على رغم أن العمل في هذا المجال مجزٍ في شكل كبير، لافتاً إلى أن هناك حملات تؤجر تصاريحها في الباطن، ما أسهم في انتشار الحملات الوهمية التي ذهب ضحيتها كثير من الحجاج. وطالب الجهات المختصة بإعادة هيكلة حملات الحج والعمرة، والعمل على تنظيمها في شكل أفضل، لافتاً إلى أن الحملات المخفضة لم تستطع الاستحواذ على حصة كبيرة من حجاج الداخل بسبب ضعف الخدمات التي تقدمها.