هيمن الصراع في سورية وتأثيره وأخطاره على الدول المجاورة، الأردن ولبنان والعراق، على زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الأردن آتياً من قطر، ومحادثاته مع الملك عبدالله الثاني مساء الأحد. وقال هولاند بعد المحادثات «تحدثنا عما تم إقراره في الدوحة، أي تقديم كل الدعم والمساعدات الضرورية إلى المعارضة كي تستمر في عملها على الأرض، على أن يشكل ذلك ضغطاً يمكن أن يؤدي إلى عقد مؤتمر جنيف. هذه المساعدات ستكون متعددة، إنسانية ومادية واقتصادية وعسكرية». وأضاف هولاند «يريد الأردن تنسيق المساعدة العسكرية، وهو على حق. فلدينا قوانين حول الموضوع وسنحترمها ونلتزم بها. نريد التأكد من أن باستطاعة المعارضة السورية تنظيم نفسها. وهناك مؤشرات إلى ذلك بالنسبة للجيش الحر وقائده سليم إدريس». وتابع «الأمر الآخر، هو أن على المعارضة الانفصال عن المجموعات المتطرفة التي تريد خلق الفوضى وزرع البلبلة. قلت ذلك في الدوحة وهنا أيضاً، إن هذه المجموعات تنشئ وضعاً يستخدمه النظام السوري لكي لا يذهب إلى مرحلة الانتقال السياسي». وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن المسألة الثانية المهمة التي أثيرت في الملف السوري «هي قضية اللاجئين، وهم في الأردن الآن نصف مليون مسجلين. وهناك أيضاً في لبنان مئات الألوف. فاستقبالهم يتطلب احتياجات ويلقي عبئاً مالياً على البلد المضيف، لذا ذكرنا أن وكالة التنمية الفرنسية كانت أقرت 100 مليون يورو لدعم موازنة الأردن، وزدنا على هذا المبلغ 50 مليون يورو لمنطقة شمال الأردن. وسنضع سياسة مساعدات لمجمل اللاجئين السوريين في سورية ولبنان، وخصصنا 25 مليون يورو في هذا الإطار، وكذلك إرسال مساعدات إنسانية إلى الداخل السوري عبر تركيا». وأبدى هولاند تخوفه من تزايد عدد اللاجئين إلى الأردن ولبنان، واعتبر أنه ينبغي مساعدة السوريين في بلدهم ليبقوا فيه. وحول تزويد روسيا النظام السوري بالسلاح، قال هولاند إن الرئيس الروسي فلاديمير «بوتين أكد أنه سيستمر في تقديم السلاح للنظام من جهة، ومن جهة أخرى هناك حظر أوروبي على تزويد المعارضة السورية بالسلاح». وأوضح أن «هذا جعلني أقول لزملائي الأوروبيين إن علينا إعادة النظر في قوانيننا، بعدما مكن الخلل في التوازن العسكري على الأرض، قوات بشار الأسد من تحقيق بعض النجاح». وجدد دعوته إلى «حزب الله» للانسحاب من سورية كي لا يؤدي تورطه إلى زعزعة الاستقرار في لبنان. وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية لوران فابيوس ل «الحياة» إن «موقف فرنسا يتلخص في دعم الرئيس ميشال سليمان وحض حزب الله على الانسحاب من سورية عبر الضغط الدولي. فإذا كان حزب الله يلعب دوراً سياسياً في لبنان، فقد أصبح بعد تدخله في القصير جزءاً من المعركة في سورية، وعليه أن ينسحب». وأردف أن زيارة هولاند الأردن «تمحورت حول البحث في تنسيق الدعم للمعارضة السورية عبر قيادة الجيش الحر والاهتمام المشترك بزيادة الدعم للاجئين». وقال مصدر عربي مسؤول ل «الحياة» إن الأردن «يتخوف من أخطار الوضع في لبنان والتوتر السنّي - الشيعي فيه وكذلك من التطرف الإسلامي المجاور للأردن الذي يجهد مع بقية أصدقائه للتوصل إلى عقد مؤتمر جنيف - 2». وأضاف أن «الاجتماع الأميركي - الروسي في حضور الموفد الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي في جنيف اليوم سيبدأ الإعداد لعقد المؤتمر» الذي ترى مصادر ديبلوماسية في العاصمة الفرنسية أن موعده لن يحدد طالما استمر الخلل في التوازن العسكري لمصلحة النظام السوري.