حض الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند رداً على سؤال ل «الحياة» امس الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني على ان يلعب «دوراً مفيداً» في ان «يمارس الضغط «على الرئيس بشار الاسد لايجاد حل في سورية، مشدداً على وجوب ان يستعيد «الجيش الحر» السيطرة المناطق الخاضعة لسيطرة المتشددين الاسلاميين، رافضاً حسم الأمور في الميدان لصالح نظام الاسد وعناصر متطرفة. وكشف مصدر رفيع ل «الحياة» بعد لقاء هولاند مع امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني انه تم الاتفاق بين الجانبين على أن تجري مساندة المعارضة السورية العسكرية عبر قائد قوات «الجيش الحر» برئاسة اللواء سليم إدريس وأن «يكون القناة الأساسية لإيصال المساعدات العسكرية إلى الثوار السوريين وضرورة ضمان أنها لن تقع في ايدي الجهاديين المتطرفين»، وتابع المصدر أن دور اللواء إدريس بات «أساسياً». وكان هولاند جدد في مؤتمر صحافي عقده في ختام زيارته الدوحة وقبل التوجه الى عمان انتقاده مشاركة «حزب الله» في الحرب في سورية. وقال: «بوجود مشاركة من «حزب الله» في (حرب) سورية يمكن أن يزيد ذلك من هشاشة الوضع في سورية، وأحيي رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان الذي يحفاظ على سياسة النأي بالنفس وعدم التدخل في الشؤون الداخلية». وعن محادثاته مع الشيخ حمد في شأن سورية، قال: «نريد أن نبذل أكبر ضغط على نظام بشار للتوصل الى حل سياسي. ونحن نقدم كل مساعدة للمعارضة السورية بعدما أوضحت الأمور في ما يتعلق بوحدتها وعلاقتها بمجموعات لا مكان لها في سورية المستقبل». وقال ان بلاده دافعت عن هذا الموقف في اجتماع الدوحة الذي يجب وضعه موضع التنفيذ». وسئل عن المساعدة التي ستقدمها فرنسا الى المعارضة السورية، فأجاب هولاند: «مساعدة سياسية قبل كل شيء ومادية وانسانية وعسكرية. والمساعدة السياسية نحن قدمناها منذ بدء النزاع. وأنا أول رئيس اعترف بشرعية المعارضة السورية لتتكلم باسم الشعب السوري». وأضاف ان المساعدة التي تقدمها فرنسا هي «عسكرية ايضاً، اذ نحن اول من قال للأوروبيين انه لا يمكن الابقاء على الحظر (على تصدير السلاح الى سورية) في وقت تقدم روسيا السلاح علناً (الى النظام) لا في الخفاء»، لافتاً الى ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال في اجتماع مجموعة الثماني في ارلندا الاسبوع الماضي إنه سيكمل ارسال السلاح الى سورية وفق العقود الموقعة مع الحكومة السورية. وبعدما تساءل عن كيفية تقديم الدعم العسكري الى المعارضة، قال: «وضعنا شروطاً بأن تنظم المعارضة نفسها سياسياً وعسكرياً. لا نتصور أن يتم تسليم السلاح الى مجموعات يمكن ان تستخدمها ضد مصالح سورية الديموقراطية وضدنا. والنية أن نمارس ضغطاً عسكرياً» على نظام الأسد، مشدداً على رفض فرنسا حسم الأمور في الميدان لصالح الاسد وعناصر متطرفة. وأوضح: «هناك مناطق بين ايدي متطرفين. المعارضة يجب أن تستيعد السيطرة على تلك المناطق وتبعد تلك المجموعات. هذه مصلحة المعارضة وسورية، واذا ثبت أن عناصر متطرفة موجودة في الميدان ويمكن ان تستفيد غداً من وضع فوضوي فسيستغل ذلك بشار ويقتل الناس». وقال مصدر رفيع ل «الحياة» انه تم الاتفاق في لقاء القمة على أن تجري مساندة المعارضة السورية العسكرية عبر اللواء إدريس وأن «يكون القناة الأساسية لإيصال المساعدات العسكرية إلى الثوار السوريين وضرورة ضمان أنها لن تقع في ايدي الجهاديين المتطرفين»، وتابع المصدر أن دور اللواء إدريس بات «أساسياً». وتطرق الجانبان إلى ضرورة منع تكرار عملية من نوع ما حدث في مدينة القصير «لا في حلب ولا في ريف دمشق». وقال المصدر: «على رغم أن (تجربة) القصير كانت عملية كارثة، فإنها وحدت المعارضة السورية وأقنعتها بالتعاون والتنسيق مع اللواء إدريس». وعلمت «الحياة» ان الدول الخليجية بدأت منذ وقت قصير تقديم مساندة عسكرية قوية للمقاتلين في سورية. وأشار المصدر ذاته الى ان أمير قطر والرئيس الفرنسي «تطرقا الى الوضع في لبنان وتوافقا على ضرورة خروج «حزب الله» من القتال في سورية لأنه يؤثر في شكل كبير على استقرار لبنان ولا بد ان يعود الى لبنان» وأن الجانبين «توافقا على ان الرئيس اللبناني اتخذ موقفاً إيجابياً وقوياً من هذا الموضوع، وأنه يجب عدم ترك الرئيس اللبناني لأن قتال «حزب الله» في سورية سيؤدي الى المزيد من المشاكل والتوترات في لبنان». الى ذلك، تناول الجانبان موضوع ايران وانتخاب الرئيس روحاني، حيث اعتبر هولاند تصريحاته حول الملف النووي الإيراني «غير مشجعة، وهي ليست بعيدة عن سلفه (الرئيس) محمود احمد نجاد». وأشارت المصادر الى ان امير قطر تحدث عن قناعته من ان النظام الإيراني لن يغير موقفه بالنسبة للملف النووي وأن الكل في هذا النظام متفق على المضي قدماً في تطوير السلاح النووي. وزاد المصدر ان الشيخ حمد نصح الرئيس الفرنسي الابتعاد عن الأوهام بالنسبة الى احتمال تغيير موقف الرئيس الإيراني الجديد حول الملف النووي لأن الكل على الخط نفسه في هذا الموضوع. وبالنسبة الى الوضع في مصر، جرى التأكيد على ضرورة مساعدة البلد كي لا يترك الى الفوضى التي تؤثر في استقرار المنطقة بأسرها، ووافق هولاند الشيخ حمد على ضرورة مساعدة مصر لتفادي زعزعة استقرار بلد كبير ولديه اتفاقية مع إسرائيل. وكان الرئيس هولاند رحب بالقرار الذي اتخذته 11 دولة عربية وأجنبية في الدوحة بتعزيز دعمها لمقاتلي المعارضة السورية في مواجهة قوات نظام الأسد، مؤكداً وجود مقاربة قطرية - فرنسية لدعم المعارضة ل «الدفاع عن نفسها وكسب مواقع على الأرض». وقال هولاند خلال لقائه الجالية الفرنسية في قطر أن الاجتماع الوزاري الخاص بسورية أتاح «رسم خط وهو دعم المعارضة السورية»، مضيفاً أن الدول الإحدى عشرة التي شاركت في الاجتماع قررت أيضاً أن «تعزز في شكل أكبر العناصر التي تكفل كل الضمانات للتحضير للعملية الانتقالية» في سورية، و «طلبت من بعض القوى الأجنبية الانسحاب» من هذا البلد و «الذهاب نحو مؤتمر يسمح بإيجاد مخرج سياسي» للنزاع السوري. وأعرب الرئيس الفرنسي عن الأسف ل «استخدام الغاز (سارين) بهدف تدمير» المعارضة التي يخوض مقاتلوها منذ بداية 2011 حرباً «يتم فيها اغتيال شعب». وتابع: «كل ما يحصل هنا، في هذه المنطقة، يهم أيضاً أوروبا وفرنسا». وقال الرئيس الفرنسي بعد لقائه الشيخ حمد أمس إن فرنسا وقطر تتشاركان المقاربة نفسها إزاء النزاع في سورية، إذ يهدف البلدان إلى تعزيز موقع المعارضة على الأرض للدفع نحو حل سياسي تفاوضي. وبحسب هولاند، فإن هذه «المقاربة المشتركة» تهدف إلى «مساعدة المعارضة على الدفاع عن نفسها وعلى كسب مواقع على الأرض». وأضاف في أعقاب محادثات أجراها مع أمير قطر في الديوان الأميري: «نحن نعي أن ميزان القوى هو ما سيحدد وجهة وسرعة هذا الحل». وقال: «نحن أيضاً نعي بأنه يجب مساعدة ودعم أولئك الذين يخوضون ما نسميه الربيع العربي، مثل الذين في تونس ومصر، وسنعمل يداً بيد لدعم جهود التنمية والديموقراطية في هذه البلدان».