يقوم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بزيارة قطر والأردن يومي 22 و23 الشهر الجاري لبحث عدد من القضايا في مقدمها الموضوع السوري والتركيز على أن يكون الدعم المادي للمعارضة عبر قيادة أركان «الجيش الحر» برئاسة اللواء سليم إدريس. وعلمت «الحياة» أن هولاند سيلتقي في الدوحة كلاًّ من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وولي عهده الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء حمد بن جاسم، وأن السيدة الفرنسية الأولى فاليري تريرفيلر التي ترافق هولاند، ستلتقي الشيخة موزة. وقالت مصادر قطرية ل «الحياة» إن امير قطر قد يعلن عن تسليم ولي العهد االشيخ تميم زمام الحكم غداة الزيارة الفرنسية التي تستغرق 48 ساعة. وقال مصدر فرنسي رفيع ل «الحياة»، إن زيارة هولاند الى الدوحة «مهمة جداً، وإن قطر صديق قديم ومتين لفرنسا والعلاقات بنيوية بين البلدين منذ عهد فرنسوا ميتران وبعده جاك شيراك. ويريد هولاند لهذه العلاقة أن تكون صلبة ومتينة»، لافتاً إلى أن لدى فرنسا مع قطر مشاريع ثنائية عدة تأمل باريس في أن تتبلور قبل الزيارة، ذلك أن قطر تمثل جزءاً من استراتيجية فرنسية نحو الخليج بعدما زار هولاند السعودية والإمارات في وقت سابق. وتوقع أن يتم التركيز على التحقق من أن فرنسا وقطر تسيران في التوجه نفسه في استراتيجية دعم المعارضة السورية «وممارسة ضغط على الرئيس السوري بشار الأسد من أجل حل سلمي». وسيحرص الرئيس الفرنسي على أن يوضح للقيادة القطرية النهج الدولي في دعم المعارضة على أن يتم التنسيق عبر اللواء ادريس، القيادي الأساسي الذي ينبغي أن تمر عبره كل المساعدات العسكرية كونه يملك الاتصال بالقوات المقاومة على الأرض، ذلك أن باريس وبريطانيا والولايات المتحدة ودول الخليج التي نسقت معها فرنسا (السعودية والإمارات) تتفق على ضرورة تسليم إدريس هذه المسؤولية لأنها تثق به وباتصالاته. وأشار المصدر إلى أن هولاند سيؤكد للجانب القطري دعمه المجموعات الديموقراطية في المعارضة السورية وحرصه على تجنب وقوع المساعدات في ايدي المجموعات الجهادية الخطرة، وأن ذلك يتطلب تنسيقاً مع قطر والإمارات والسعودية وتركيا والأردن الذي يزوره في 23 الجاري ويلتقي الملك عبد الله الثاني. وتابع أن الأردن في وضع هش مثل لبنان بسبب الصراع السوري وقضية اللاجئين. إلى ذلك، استبعد المصدر أن يكون هناك إمكان لعقد «جنيف-2» في الظرف الحالي، طالما أن توازن القوى على الأرض لمصلحة الأسد. وقال: «لا يمكن أن يتنازل الأسد عن نفوذه وروسيا شريكته في الحرب. وطالما لم تمارس ضغوط عسكرية فعلية عليه في شكل مؤثر ودقيق، فهو لن يرضخ ويسلم بآلية انتقالية. أما المعارضة، فلن تشارك في المؤتمر طالما هي في وضع ضعيف».