قتل 14 شخصاً عندما انفجرت قنبلة وسط تجمع انتخابي في بلدة في منطقة القبائل الشمالية الغربية من باكستان امس. وأصيب أكثر من 50 آخرين في الهجوم، كما صرح المسؤول الاداري رياض خان مرجحاً ارتفاع عدد القتلى. واستهدف التفجير تجمعاً انتخابياً في اقليم كورام لحزب جماعة علماء الاسلام، وهو حزب ديني في الائتلاف الحكومي المنتهية ولايته في الاقليم الذي يعد احد الاقاليم السبعة التي تتألف منها منطقة القبائل الباكستانية المحاذية لافغانستان والتي ينتشر فيها مقاتلو «طالبان». وقال رياض خان ان القنبلة زرعت داخل مبنى كان يتحدث فيه احد المرشحين امام انصاره. ويعد هذا اول هجوم دموي على حزب سياسي في منطقة القبائل منذ بدء الحملة في الانتخابات التي تعتبر الاولى التي تنتقل فيها السلطة ديموقراطياً. وتشهد كرام اعمال عنف مذهبية بين الغالبية السنية والاقلية الشيعية. على صعيد آخر، تجددت المواجهات بمدافع الهاون امس، بين القوات الافغانية والباكستانية، بسبب خلاف حدودي أجج المشاعر القومية في كابول حيث تظاهر آلاف الاشخاص ضد باكستان. وكان جرى تبادل لاطلاق النار الاربعاء الماضي على الحدود التي تفصل المناطق القبلية الباكستانية عن ولاية ننغرهار (شرق) الافغانية، ما ادى الى مقتل شرطي افغاني وتنظيم عدة تظاهرات قومية في افغانستان. ونزل آلاف الافغان الى شوارع كابول وخوست (شرق) مجدداً امس، وهم يرفعون صوراً للشرطي الافغاني «الشهيد» ويهتفون «الموت لباكستان». وندد المتظاهرون خصوصاً ببناء باكستان منشآت حدودية تتعدى بحسب كابول على الاراضي الافغانية وهي السبب في اندلاع المواجهات. وأكد الناطق باسم حاكم ولاية ننغرهار احمد ضيا عبد الضائي ان «مشكلة هذا البناء على الحدود ينبغي ان تعمل حكومتانا على حلها. لكن القوات الباكستانية عادت اليوم (امس) الى موقع البناء الأمر الذي تسبب بالمعارك» طيلة ساعتين، من دون ان يشير الى سقوط ضحايا. وأكد ضابط باكستاني رافضاً الكشف عن هويته ان القوات الافغانية بدأت «بفتح النار بمدافع الهاون والاسلحة الرشاشة باتجاه مركز غورسال الباكستاني في منطقة مهمند القبلية الباكستانية». وقال ان «قواتنا ردت على النيران عندئذ»، من دون الاشارة الى ضحايا. يذكر ان الحوادث الحدودية الافغانية الباكستانية تتكرر. وأكد الرئيس الافغاني حميد كارزاي السبت ان بلاده ترفض الاعتراف بخط ترسيم الحدود وفقاً «لخط دوراند» الذي رسمه في 1893 ضابط بريطاني يحمل الاسم نفسه لفصل افغانستان عما كان يعرف آنذاك بامبراطورية الهند البريطانية. وردت وزارة الخارجية الباكستانية امس، معتبرة ان قضية خط دوراند «اغلقت»، ومعربة عن الأسف «لتصريحات التهديد والاستفزاز من جانب مسؤولين افغان» في شأن مركز غورسال الحدودي. وتعتبر باكستان، احدى الدول القليلة التي اعترفت بنظام «طالبان» في كابول (1996-2001)، محاوراً اساسياً في البحث عن حل للنزاع الافغاني. ولجأ العديد من المتمردين «الطالبانيين» الى المناطق الباكستانية على الحدود مع افغانستان.