استقطبت فعاليات حملة محو الأمية التي تنفذها وزارة التربية والتعليم ممثلة بالإدارة العامة للتربية والتعليم في جازان في قطاعي الحميراء والعبادل في محافظة العارضة 376 دارساً. وأوضحت الإدارة في بيان صحافي أمس (الخميس) (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، أن الحملة التي انطلقت أواخر جمادى الآخرة الماضي وتستمر على مدى شهرين، حتى أواخر شعبان الجاري، ينفذها 33 عضواً من الهيئة التعليمية والإشرافية والإدارية، بينهم 15 معلماً من مختلف إدارات التربية والتعليم في المناطق. فيما تم تأمين أكثر من 20 وسيلة نقل مخصصة لنقل الدارسين لمراكز محو الأمية، فضلاً عن تقديم حوافز عينية للدارسين ومكافآت مالية في ختام الحملة. مشيرةً إلى أن الحملة تشهد مشاركة عدد من القطاعات المساندة، تشمل فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في جازان، والمديرية العامة للشؤون الصحية، إلى جانب الشؤون الاجتماعية، والمديرية العامة للزراعة، ووزارة الثقافة والإعلام. من جانبه، وقف سلمان اليتيمي (74 عاماً) أمام السبورة ليكتب «يسجُدُ»، للتو كان العم سلمان يقرأ أحرف تلك الكلمة التي يجسدها طول عمره بجبهته وقلبه المخلص لله تعالى. واستفاد اليتيمي وأقرانه من كبار السن من حملة التوعية ومحو الأمية، إذ تسنّى للمشاركين تعلم الأحرف والكلمات ومسك المصحف الشريف، ليقرأ كل منهم بفاتحة الكتاب و«قل هو الله أحد»، وغيرها من قصار السور قراءة سليمة، فينطقها وأحرفها وحركاتها، فيما تعلموا من خلال الحملة عدداً من الأمور الشرعية في أسس العقيدة والتوحيد، فكانت فرحة كل منهم لا توازيها فرحة. وقال حسين اليتيمي (83 عاماً) وهو أحد أكبر الدارسين في الحملة، إنه سعيد للغاية وهو يتعلم القراءة والكتابة، على رغم أنه يعاني أحياناً من صعوبة في إبصار بعض الحروف، لكنه يتغلب على ذلك بعون الله ثم بمساعدة معلمه، إذ بات اليوم قادراً على قراءة بعض سور القرآن من المصحف. من جانبه، قال قاسم اليتيمي (73 عاماً): «استفدنا كثيراً من هذه الحملة، تعلمنا كيف نقرأ القرآن الكريم، وتعلمنا كثيراً من أركان الصلاة وشروطها، والحمد لله على هذه الحملة، ونسأل الله أن يتقبل منا وأن يعيننا، فنحن ما جئنا إلى هذه الحملة إلا لنعبد الله على بصيرة، والحمد لله على ذلك». وفي ساحات مجاورة للفصول الدراسية نصب الأطباء مقراً لهم للكشف الطبي على الدارسين، إذ تقدم الحملة خدمات ورعاية طبية لجميع المشاركين، فيما تتخلل الحملة محاضرات دينية تشمل جوانب مهمة في العقيدة والتوحيد وأركان الإسلام، وكيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، إلى جانب محاضرات وندوات توعوية وتثقيفية في جوانب الحياة المختلفة، لرفع المستوى الثقافي للدارسين.