تكثفت الاتصالات بين فاعليات صيدا (جنوب لبنان) والقيادات السياسية والأمنية والعسكرية في البلاد لتثبيت الهدوء في المدينة قبل يومين من انطلاق الامتحانات الرسمية حماية لآلاف الطلاب، وبعد يومين على الهزة الأمنية التي عاشتها منطقة عبرا وأسفرت عن مقتل شخص وسقوط جرحى. وفيما لم يتبين بعد مصير التحذير الذي هدد به أمام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الأسير بضرورة إخلاء شقق في محيط المسجد في محلة عبرا يشغلها وفق قوله عناصر من «حزب الله»، في ضوء المعالجة التي كان تولاها مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان والذي كان وعد بحل ما من دون ان يتعهد بإخلاء الشقق، فإن اتصالاً سجل بين رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة ورئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي وعد ببذل كل جهد ممكن لتهدئة الوضع وألا تنحو الأمور المنحى التصعيدي. أمن الامتحانات ومسح الأضرار وتحركت النائب بهية الحريري امس، في اتجاه تسريع عملية مسح اضرار التراشق الناري الذي حصل اول من امس، وتأمين سير الامتحانات الرسمية بشكل سليم بعدما تقرر نقل مركز التقديم في عبرا الى قلب صيدا. والتقت للغاية كلاً من رئيس بلدية صيدا محمد السعودي ومحافظ الجنوب نقولا بوضاهر. وأكدت «الحرص على حياة الناس وسلامتهم وضرورة مواصلة الاتصالات والجهود لسحب فتائل التفجير من المدينة». وقالت: «لن نفرط بالسلم الأهلي ولا بالعيش المشترك ونعتبر ان امن وسلامة صيدا وجوارها العنوان الأساسي بالنسبة إلينا». وبحثت مع السعودي في تشكيل لجنة بالتعاون مع البلدية وبلديات الجوار لمسح أضرار الاشتباكات الأخيرة ودراسة امكان التعويض على المتضررين. وشددت في تصريح على أهمية «الأمن الاجتماعي والأمن التربوي في المدينة، هناك حياة الناس وسلامتهم اللتان يجب ان نحيط بهما من كل جوانبهما اما الاتصالات السياسية فلن تتوقف وكذلك التواصل لسحب فتائل التوتر التي نعرفها نحن جميعاً». وفي مركز محافظة لبنان الجنوبي في سراي صيدا، عقدت الحريري اجتماعاً مع بوضاهر حضره رئيس منطقة الجنوب التربوية باسم عباس وقائد سرية درك صيدا العقيد ماهر الحلبي ومدير مكتب مخابرات الجيش في صيدا العقيد ممدوح صعب ورئيس فرع المعلومات في الجنوب العقيد عبد الله سليم، وجرى البحث في التدابير والإجراءات اللازمة لضمان سير الامتحانات الرسمية التي تنطلق غداً. وتحدثت الحريري عن «سلسلة إجراءات تكفل طمأنة الأهالي بإرسال أولادهم وفي الوقت نفسه خلق مناخ من الهدوء والأمن والأمان لإجراء الامتحانات، ونتمنى لطلابنا النجاح وفي الوقت نفسه نتمنى لمدينتنا وجوارها الهدوء والاستقرار». وشدد بوضاهر على «وجوب ان يكون الجميع حريصين ويضعوا خلافاتهم جانباً، ودعونا ننجح هذه الامتحانات وتمر بسلام ونحن مقبلون على شهر رمضان المبارك».. كما اتفق على أن تقوم لجنة التواصل في صيدا بتحرك باتجاه فاعليات المدينة الروحية والسياسية من دون استثناء بما في ذلك حركة «أمل» و»حزب الله» وكل فاعليات حارة صيدا لتأمين الأجواء الهادئة لإجراء الامتحانات. واتصلت الحريري أيضاً برئيس «الهيئة العليا للإغاثة» العميد إبراهيم بشير وبحثت معه موضوع التعويضات. وتبلغت من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي انه ارسل رسالة إلى قيادة الجيش لتكليف الجيش القيام بمسح الأضرار تمهيداً للتعويض على المتضررين. وانتقد رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد في مؤتمر صحافي الوضع القائم في صيدا والذي «لا يوحي بتوجه جديد لتوقيف المرتكبين ومحاسبتهم الأمر الذي لا يمنع تجدد حملات الجنون»، مشيراً الى ان «المسؤولية الأولى تقع على عاتق الدولة ومؤسساتها، ولم نلمس شيئاً بل على العكس لا تزال حملات التحريض والاستفزاز تتصاعد ولا تزال حركة المسلحين والمربعات الأمنية على حالها». وطالب بملاحقة المرتكبين والتعويض على كل المتضررين في صيدا وضواحيها. وأكد الرئيس السابق لبلدية صيدا عبد الرحمن البزري أن «المجتمع الصيداوي بمختلف انتماءاته لا يقبل بتصفية الحسابات الإقليمية على ساحته». وطالب بالتعويض على المتضررين. واعتبر إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود أن ما حصل في صيدا «كان محضراً له مسبقاً»، لافتاً إلى أن «نصف المسلحين الذين انتشروا في صيدا كانوا من السوريين وألقوا المازوت على الطرق وآخرين من مجموعة الأسير اغلقوا محالهم صباحاً ما يؤكد التحضير المسبق».