في ظل الأهداف الطموحة التي وضعتها المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بالطاقة المتجددة وانبعاثات الكربون الصافية الصفرية، يحمل قطاع الطاقة الشمسية إمكانات هائلة. في مقابلة حصرية مع جريدة الرياض، تحدثنا مع خالد شبارو، المدير الإقليمي لشركة Yellow Door Energy في المملكة العربية السعودية، عن الفرص والتحديات المتعلقة بتوسيع نطاق تبني الطاقة الشمسية، والتوازن بين الطاقة النظيفة والمتطلبات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ودور الشركة في دعم رؤية المملكة 2030. حيث تُعد "Yellow Door Energy" شريكاً رائداً في مجال الطاقة المستدامة، حيث تقدم خدمات مبتكرة للشركات العاملة في القطاعات التجارية والصناعية عبر مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا وغيرها. تسهم حلول الطاقة الشمسية وتقنيات كفاءة الطاقة التي توفرها الشركة في خفض تكاليف الطاقة، وتعزيز موثوقيتها، وتقليل انبعاثات الكربون، بما يدعم جهود تحقيق الحياد المناخي على مستوى الشركات والدول. ما أكبر الفرص والتحديات أمام توسيع نطاق الطاقة الشمسية في المملكة العربية السعودية؟ هناك رغبة قوية في السوق السعودي للتوجه إلى استخدام الطاقة الشمسية، وتخطط المملكة توليد 40 جيجاواط من الطاقة من خلال الطاقة الشمسية الكهروضوئية بحلول عام 2030، وذلك انطلاقاً من التزام حكومة المملكة بخفض الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030، والوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060. إلا أن هناك تحديات يجب مراعاتها، حيث أن انخفاض أسعار الكهرباء المدعومة للعملاء في المملكة، يمكن أن يجعل المصادر البديلة للكهرباء (مثل الطاقة الشمسية) أقل جاذبية للشركات. وبالإضافة إلى ذلك، يفتقر قطاع الطاقة الشمسية إلى الخبرات المطلوبة كنقص الخبراء العاملين بهذا المجال. ولكن يمكن سدَّ هذه الفجوة مع شركة Yellow Door Energy والتي تمتلك خبرات واسعة جمعتها بتنفيذ أكثر من 100 مشروع موزعة على 6 دول مختلفة. كيف يمكن للمملكة العربية السعودية تحقيق توازن بين توسيع نطاق إمدادات الطاقة النظيفة وتعزيز كفاءة الطاقة لتلبية الطلب المتزايد على التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي؟ يستهلك الذكاء الاصطناعي الكثير من الطاقة، فعلى سبيل المثال، يتطلب البحث في نظام ChatGPT طاقة أكثر بعشر مرات من البحث العادي في جوجل. لذلك، يجب أن يتماشى تبني مبادرات الطاقة النظيفة مع كفاءة الطاقة. وتحتاج مراكز البيانات إلى تحسين كفاءة استهلاكها للطاقة بالتزامن مع تركيب الألواح الشمسية على أسطحها أو على أسطح مواقف السيارات. وإذا أرادت هذه المراكز أن تعادل انبعاثاتها للكربون، يمكنها شراء تعويضات للكربون. ولحسن الحظ، تتمتع المملكة العربية السعودية بمستويات إشعاع عالية مع أشعة الشمس المتوفرة على مدار العام. ويجب على المرافق ذات الاستهلاك العالي للطاقة، مثل مراكز البيانات، الاستفادة من هذه الميزة الطبيعية والتحول إلى طاقة نظيفة ومنخفضة التكلفة. ونحن أيضاً نقوم في Yellow Door Energy بتسخير الذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءتنا، لا سيما في مجال العمليات والصيانة. ما هي رؤيتكم لدور الطاقة الشمسية في تحقيق أهداف الاستدامة في المنطقة، وكيف تخططون للبقاء في الصدارة في سوق تنافسي للطاقة المتجددة؟ تتمثل رؤيتنا في تزويد الشركات في الاقتصادات الناشئة بالطاقة بطريقة موثوقة ومستدامة وبأسعار معقولة. ونحن نلتزم بقيادة التحول إلى الطاقة الشمسية من خلال تقديم حلول تأجير الطاقة الشمسية التي تساعد الشركات على تقليل بصمتها الكربونية وخفض تكاليف الطاقة. كما أننا ندعم أهداف الاستدامة في المنطقة، إذ لدينا محفظة متنامية من مشاريع الطاقة الشمسية تنتج 355 ميجاواط في ستة دول. وللبقاء في الصدارة، نعتمد على خبرتنا الفنية وقدرتنا على تنفيذ مشاريع معقدة، فضلاً عن تبني الذكاء الاصطناعي في بعض عملياتنا. ونحن نتمتع بسمعة قوية كقادة في هذا القطاع، إذ يشارك العديد من كبار مسؤولي الشركة في مؤتمرات وفعاليات إعلامية لتقديم خبراتهم. وعلى سبيل المثال، شاركنا في المملكة العربية السعودية مؤخراً، في القمة العالمية للقضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة، ومؤتمر الأطراف السادس عشر. كما يتيح لنا الدعم المالي القوي من مستثمرين وممولين دوليين ومؤسسيين تقديم أسعار تنافسية لعملائنا مما يحقق لهم المزيد من التوفير. ونحن قادرون على شراء المعدات والتجهيزات على نطاق واسع وبأسعار تنافسية، مستفيدين في ذلك من اقتصاديات الحجم، حيث تبلغ أصولنا من الطاقة الشمسية في المنطقة 355 ميجاواط، مما يمكنّنا من تقديم أسعار تنافسية وتخفيض كبير في تكاليف الكهرباء لعملائنا. كيف تعود مشاريعكم للطاقة الشمسية بالنفع على المجتمعات والصناعات المحلية في المملكة العربية السعودية؟ نساعد الشركات التجارية والصناعية على تحقيق أهدافها في مجال الاستدامة، وتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري وخفض تكاليف الطاقة. ويساهم هذا التوفير بدوره في جعل الشركات أكثر مرونة وتنافسية. وتساهم مشاريعنا للطاقة النظيفة في تحقيق هدف المملكة في الوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060. ومن المتوقع أن يخلق قطاع الطاقة المتجددة في المملكة ما يصل إلى 750 ألف فرصة عمل بحلول عام 2030. وتدعم شركتنا هذا النمو من خلال توظيف المواهب المحلية. ما هي مشاريع الطاقة الشمسية الرئيسية التي تعملون على إنجازها بحلول عام 2025؟ نهدف إلى تنفيذ العديد من مشاريع الطاقة الشمسية في المملكة بالتعاون مع عملائنا في قطاعي التجزئة والتصنيع. وتتوزع هذه المشاريع في كلٍ من الرياض والدمام وجدة. تصريح ختامي: تعتبر المملكة العربية السعودية سوقاً مهمة جداً بالنسبة لنا، إذ أنها تشهد تغيراً سريعاً من خلال رؤية 2030 وغيرها من المبادرات الطموحة. ويعد إعلان استضافة بطولة كأس العالم 2034 من الأمثلة التي تعكس هذه التغيرات في المملكة، والتي تجسد جهود المملكة في تبني الحداثة وطموحها العالمي.