لم يكن الفوز الذي حققه برشلونة على ريال مدريد في ذهاب دور ال8 من كأس إسبانيا مستغرباً لدى الكثير من المتابعين، خصوصاً أن النادي «الكاتالوني» أحكم سيطرته على «الكلاسيكو» في السنوات الأخيرة، وبات يكتب تاريخاً لا ينسى حينما يذكر «الكلاسيكو»، ففي آخر 10 مباريات نجح برشلونة في الخروج فائزاً أمام «الملكي» ريال مدريد 6 مرات، بينما لم يحقق الأخير الفوز سوى مرة وحيدة، وتعادلا في ثلاث مواجهات، بل وسجل مهاجمو «البلاو غرانا» 21 هدفاً في اللقاءات العشر، في مقابل 9 أهداف ل«الميرنغي»، فيما نجح ليونيل ميسي في تسجيل اسمه كأفضل الهدافين في تلك المواجهات ب7 أهداف. التحركات المتعددة التي يجريها فريق ريال مدريد تثمر مع كل الفرق عدا برشلونة، إذ يتصدر ريال مدريد الدوري الإسباني حالياً بتفوقه على فرق «الليغا»، ولكنه على رغم ذلك خسر معركة «الكلاسيكو» الدورية، فلم تجدِ الانتقالات نفعاً، وبدت مباراته مع برشلونة أشبه ب«العقدة»، فالريال الذي يملك أفضل اللاعبين على مستوى العالم مثل كريستيانو رونالد، ومسعود أوزيل، وكريم بن زيمه، إضافة إلى ال«سبشل ون» والمدرب الأبرز جوزيه مورينيو، ولكن كل الأمور تتغير وتختلف أثناء «الكلاسيكو». غوارديولا واحتفالية خاصة كان الفوز على ريال مدريد أفضل هديه لمدرب برشلونة في عيد ميلاده ال41 الذي صادف يوم المباراة، ودخل غوارديولا إلى موقعة ال«كلاسيكو» وهو يأمل المحافظة على سجله المميز في «سانتياغو برنابيو»، إذ لم يذق طعم الهزيمة منذ استلامه الإشراف على النادي الكاتالوني عام 2008، ونجح في تحقيق مبتغاه بفضل هدفين من مدافعيه كارليس بويول، والفرنسي اريك ابيدال، بعد أن افتتح البرتغالي كريستيانو رونالدو التسجيل للنادي الملكي. وخاض غوارديولا حتى الآن سبع مباريات في «سانتياغو برنابيو» كمدرب لبرشلونة، وخرج فائزاً في خمس مناسبات، وتعادل في اثنتين. وكانت الزيارتان الأوليان لغوارديولا إلى «سانتياغو برنابيو» ناجحتين تماماً، إذ خرج فريقه فائزاً في مرحلة مصيرية من الدوري، الأولى في مواجهة خواندي راموس، وبفوز تاريخي (6-2)، والثانية في مواجهة التشيلي مانويل بيليغريني بنتيجة (2-صفر). أما بالنسبة للمواجهات الأربع الأخرى في «سانتياغو برنابيو» فكانت بمواجهة المدرب الحالي للنادي الملكي البرتغالي جوزيه مورينيو الموسم الماضي، فانتهت الأولى بالتعادل (1-1) بهدف للأرجنتيني ليونيل ميسي مقابل هدف للبرتغالي كريستيانو رونالدو، والهدفان من ركلتي جزاء، ما سمح لبرشلونة بالاقتراب أكثر من الاحتفاظ باللقب، والثانية بعد أيام معدودة في ذهاب الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا، حين فاز النادي الكاتالوني بهدفين نظيفين للأرجنتيني ليونيل ميسي. أما الزيارة الثالثة لغوارديولا إلى معقل ريال مدريد فكانت في آب (أغسطس) الماضي، عندما تعادل الفريقان (2-2) في ذهاب مسابقة كأس السوبر، قبل أن يفوز برشلونة إياباً (3-2) بفضل ميسي الذي سجل ثنائية بينها هدف الفوز القاتل في الدقيقة (88). وبالنسبة للمواجهة الرابعة، فكانت في العاشر من الشهر الماضي في الدوري المحلي، حينما نجح النادي الملكي في تحويل تخلفه أيضاً بهدف سجله الفرنسي كريم بنزيمة بعد أقل من نصف دقيقة على البداية إلى فوز (3-1) بفضل التشيلي اليكسيس سانشيز، وتشافي هرنانديز، وشيسك فابريغاس. ولم تكن زيارات غوارديولا إلى «سانتياغو برنابيو» كلاعب ناجحة كزياراته كمدرب، إذ لم يخرج فائزاً مع الفريق سوى مرة واحدة (1-صفر) خلال موسم (1993-1994)، فيما انتهت زياراته الست الأخرى بثلاثة تعادلات وثلاث هزائم. وبالمجمل خاض غوارديولا 13 مباراة كمدرب في مواجهة النادي الملكي، خرج فائزاً تسع مرات، وتعادل ثلاث مرات، مقابل هزيمة وحيدة كانت في نهائي مسابقة الكأس الموسم الماضي على ملعب «ميستايا» الخاص بفالنسيا بهدف وحيد سجله رونالدو في الوقت الإضافي لانتهاء اللقاء بالتعادل السلبي في الوقت الأصلي.