تراجع سعر خام «برنت» إلى نحو 86 دولاراً للبرميل أمس بعد ظهور إصابة مؤكدة بفيروس «إيبولا» في نيويورك أثارت مخاوف من أن يؤدي فرض قيود على السفر إلى تقليص الطلب على وقود الطائرات. وتضررت أسعار الخام أيضاً من توقعات لنمو اقتصادي ضعيف أثرت سلباً في توقعات الطلب على النفط. ونزل سعر مزيج «برنت» في العقود الآجلة تسليم كانون الأول (ديسمبر) 1.02 دولار إلى 85.81 دولار للبرميل قبل أن يتعافى قليلاً ليصل إلى نحو 86 دولاراً للبرميل. وانخفض سعر الخام الأميركي في عقود كانون الأول 70 سنتاً إلى 81.39 دولار للبرميل. وتوقع خبراء اقتصاد في استطلاع أجرته وكالة «رويترز»، نمواً محدوداً في الصين ومنطقة اليورو في العام المقبل، لكن الاقتصاد الهندي يُظهر بوادر أكثر إيجابية. وأججت الآفاق القاتمة في اثنتين من كبرى الأسواق المستهلكة للنفط، المخاوف من تباطؤ الطلب عليه في وقت يشهد وفرة في المعروض العالمي. ويتجه «برنت» إلى إنهاء الأسبوع مستقراً بعد خسائر حادة استمرت أربعة أسابيع. وارتفع 2.12 دولار أول من أمس بدعم من أنباء عن انخفاض إمدادات السعودية للسوق في أيلول (سبتمبر). غير أن محللين يرون أن السوق بالغت في رد فعلها على هذه الأنباء في ضوء ارتفاع إجمالي الإنتاج السعودي على أساس شهري مع تخزين النفط الذي لم تصدره المملكة. إلى ذلك، ظلت صادرات النفط العراقية من المرافئ الجنوبية قريبة من مستويات قياسية مرتفعة في تشرين الأول (أكتوبر)، بينما تقفز الشحنات الكردية في علامة جديدة على أن القتال لا يحول دون نمو الإمدادات. وأظهرت بيانات ملاحية أن صادرات مرافئ جنوبالعراق بلغت 2.55 مليون برميل يومياً في المتوسط على مدى أول 23 يوماً من الشهر الجاري، وقدم مصدر في القطاع يتابع حركة الصادرات تقديرات مماثلة. وقال المحلل لدى «كومرتس بنك» في فرانكفورت، كارستن فريتش «حتى الآن لم تبد أي دولة استعدادها للخفض (...) لذا سيكون من الصعب على أوبك التوصل إلى اتفاق شامل». وتزيد صادرات الموانئ الجنوبيةالعراقية منذ مطلع تشرين الأول قليلاً عن متوسطها البالغ 2.54 مليون برميل يومياً في أيلول بأكمله، وتقترب بشدة من متوسط أيار (مايو) البالغ 2.58 مليون برميل يومياً والذي كان الأعلى منذ العام 2003 على الأقل. ووصل إجمالي صادرات الموانئ الشمالية والجنوبية في العراق إلى مستوى قياسي بلغ 2.80 مليون برميل يومياً في شباط (فبراير). لكن الصادرات الشمالية من خام كركوك متوقفة منذ الثاني من آذار (مارس) بسبب هجمات على خط الأنابيب الممتد إلى تركيا، ما يُبقي على إجمالي الصادرات دون طاقتها القصوى. وقدّرت شركة «آي أتش إس» للبحوث هذا الأسبوع، أن تنظيم «الدولة الإسلامية» كان ينتج ما بين 50 و60 ألف برميل يومياً قبل الضربات الجوية التي قادتها الولاياتالمتحدة في الآونة الأخيرة. وأشارت إلى أن قيمة هذه المبيعات تبلغ نحو مليوني دولار يومياً، إذ يباع النفط في السوق السوداء بخصومات كبيرة عن أسعاره العالمية ليتراوح سعره بين 25 و60 دولاراً للبرميل.