منذ سنوات قبل أن ينتخب رئيساً لإيران كان حسن روحاني يقر إخفاء البرنامج النووي لبلاده، وقال يوماً إنه حين حصلت باكستان على قنبلة ذرية وبدأت البرازيل تخصب اليورانيوم "بدأ العالم يعمل معهما". وتلك التصريحات تعطي لمحة عن تفكير "روحاني" القديم الذي ينظر إليه على نطاق واسع على أنه معتدل أو محافظ عملي الذي اعتبرت الولاياتالمتحدة ودول غربية فوزه المفاجئ في انتخابات الرئاسة ليخلف الرئيس محمود أحمدي نجاد إيجابيا، على الأقل من النظرة الأولى.
وقال ل"رويترز" دبلوماسيون غربيون يعرفون "روحاني" (64 عاماً) منذ أن كان كبير المفاوضين النوويين لإيران من عام 2003 إلى 2005 إنه لا يسهل التغلب عليه وهو ملتزم بقوة بالبرنامج النووي الإيراني.
وعمل "روحاني" أميناً للمجلس الأعلى للأمن القومي من عام 1989 حتى عام 2005. وفي خريف عام 2004 ألقى "روحاني" خطاباً أمام المجلس الأعلى للثورة الثقافية بعنوان "التحديات التي تواجه إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الملف النووي".
وفي ذلك الخطاب قال "روحاني": "فيما يتعلق بتصنيع قنبلة نووية.. لم نرد قط التحرك في هذا الاتجاه، ونحن لم نطور بشكل كامل بعد قدراتنا الخاصة بدورة الوقود، وهذه بالمناسبة مشكلتنا الرئيسية".
لكنه تحدث عن نوع من سياسة الواقع النووي لإجبار الغرب على القبول بقدرات التخصيب الإيرانية كما أشار بشكل إيجابي إلى نجاح باكستان في امتلاك أسلحة نووية.
وقال "روحاني": "إذا جاء اليوم وأكملنا دورة الوقود (النووي)، ورأى العالم أن ما من خيار آخر أمامه، وأننا نمتلك بالفعل التكنولوجيا سيتغير الموقف".
واستطرد: "العالم لم يكن يريد لباكستان أن تمتلك قنبلة ذرية أو أن تمتلك البرازيل دورة الوقود، لكن باكستان صنعت قنبلتها، وامتلكت البرازيل دورة الوقود، وبدأ العالم يعمل معهما، مشكلتنا هي أننا لم نحقق أيا منهما، لكننا نقف على العتبة".
كما ناقش "روحاني" قرار إيران إخفاء أنشطتها النووية في أواخر الثمانينيات والتسعينيات حين كانت تعتمد على شبكة سرية للحصول على تكنولوجيا التخصيب النووي ارتبطت براعي البرنامج النووي الباكستاني عبد القدير خان.
وقال "روحاني": "هذه (الإخفاء) كانت النية. لم يكن من المفترض أن يحدث هذا في العلن. لكن على أي حال الجواسيس كشفوه. لم نكن نود أن نعلن كل هذا".
لكنه أضاف أنه مع إعادة النظر إلى الوراء كان من الأفضل عدم إخفاء الأنشطة النووية وأنه إذا كانت إيران كشفت عنها من البداية "لم نكن لنواجه أي مشكلة الآن أو أن مشاكلنا كانت ستكون أقل مما هي الآن".
وتحدث "روحاني"- الذي انتقد في سنوات لاحقة ميل أحمدي نجاد لتبني سياسة تصادمية في القضية النووية- في عام 2004 لصالح إستراتيجية هادئة ومحسوبة مع الغرب. وأوصى بقبول تجميد التخصيب الذي طرح خلال المفاوضات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإنهائه في نقطة ما.