على مدى خمسة أجيال متلاحقة وإنتاج لم يتوقف مطلقاً، ما أسفر عن بيع أكثر من 9 ملايين وحدة، حققت فورد موستانغ نجاحات لافتة للصانع الأميركي، الذي يتطلّع لأن يتابع الجيل السادس الأحدث بصيغتيه الكوبيه والمكشوفة، مسيرة التألق والنجاح التي كانت بدأت عام 1964 من معرض نيويورك الدولي. مقومات النجاح كلها متوافرة وأبرزها الخطوط التصميمية الأكثر ديناميكية من السابق، وخيارات المحرّكات الثلاثة النشطة، والمقصورة الداخلية المحّسنة، والتقنيات المتطورة المعتمدة، إضافة وللمرة الأولى إلى محرّك إيكوبوست رباعي الأسطوانات سعة 2.3 ليتر، إلى محرّكين بنزينيين آخرين، أحدهما فئة V8 بسعة 5.0 ليتر، والآخر فئة V6 بسعة 3.7 ليتر. وإلى جانب التحسينات الجمالية الخارجية، تميّزت المقصورة الداخلية لموستانغ الأحدث بطابعها المترف ومكوّناتها التي أصبحت ذات جودة أفضل، فضلاً عن تجهيزاتها الغنية. طبيعي أن يحافظ تصميم موستانغ الأحدث على الخطوط الكلاسيكية التقليدية التي تعود جذورها إلى 50 عاماً مضت، خصوصاً على مستوى الغطاء الأمامي الطويل والخلفية «الفاستباك» المنحدرة إلى الخلف، وغيرها. شخصياً، لفتتني موستانغ 2015 بهيكلها المنخفض ورفاريفها الخلفية العريضة، ومصابيحها الرئيسة الجديدة ذات التصميم ثلاثي الأبعاد، إضافة إلى مصابيحها الخلفية ثلاثية الدعائم مع إشارات التفاف متعاقبة، والمقدّم الجريء الطلّة الذي يُشبه فك أسماك القرش، من خلال شبك تهوئة أمامي على هيئة شبه منحرف. كما لا يمكن إغفال مخرجي العادم المزدوجين المُدمجين في تجويف خاص بنهايات الصادم الخلفي، وغيرها. كذلك احتفظت موستانغ بالطول ذاته لقاعدة العجلات البالغ 2720 ملم للطراز السابق، بينما يبلغ الطول الإجمالي 4782 ملم والعرض عام 1893 ملم، والإرتفاع 1394 ملم، ما يعني أن الموديل الجديد جاء أقصر بمقدار 5 ملم، وأعرض بمقدار 38 ملم، وأقل ارتفاعاً بمقدار 22.8 ملم من سابقه. مقصورة مثيرة تماماً مثل التصميم الخارجي، حافظت المقصورة الداخلية على عراقة موستانغ مع استعانتها بمكونات أعلى جودة مقارنة بالطراز السابق. كما أن المقصورة باتت أكثر رحابة، على رغم الإستعانة بطول قاعدة العجلات ذاته للجيل السابق. وفي هذا السياق، ساهم العرض العام المعزز ونظام التعليق الجديد في تحسين المساحات المخصصة لأكتاف الركاب ورؤوسهم، مع تصميم جديد لصندوق الأمتعة يمكنه استيعاب حقيبتي غولف كبيرتين. بدورها، جاءت لوحة القيادة أكثر عصرية وأناقة، في حين أعتمدت لوحة عدادات أكبر حجماً وأسهل في القراءة، لا سيما من خلال الإستعانة بعدادين كبيرين دائريين كروميين، وشاشة من الكريستال السائل في المنتصف بينهما، فضلاً عن كونسول وسطي يبدو وكأنه «طاف»... وتضمّنت التقنيات المتطورة المساعدة على القيادة، نظام «سينك» الترفيهي المعلوماتي، ونظام «ماي فورد تاتش»، والنظام الصوتي المتطور والمكيّف عالي الكفاءة، إضافة إلى المقود الرياضي ثلاثي الأذرع، والمقاعد الرياضية بحوافها الجانبية النافرة وتلبيساتها الجلدية... محرّكات فاعلة وعملانية زودت موستانغ الجديدة بثلاثة محرّكات، أبرزها المحرّك رباعي الأسطوانات الجديد من فئة إيكوبوست سعة 2.3 ليتر، مُدعّم بشاحن هواء «توربو» ويوّلد ما لا يقل عن 305 أحصنة، وأقصى عزم دوران يبلغ 406 نيوتن متر. ويتصل إما بعلبة تروس يدوية محدّثة أو أخرى أوتوماتيكية معدّلة بدورها يمكن تعيير نسبها يدوياً عبر العتلات المثبتة بالمقود. موستانغ الجديدة متوافرة أيضاً بفئة GT مع محرّك V8 التقليدي سعة 5.0 ليتر من 32 صماماً، مع تبنيه تقنية التحكّم المزدوج بالتوقيت المتغاير لفتح الصمامات وغلقها وزاوية هذا الفتح، ما يسفر عن 435 حصاناً و540 نيوتن متراً من عزم الدوران الأقصى، مقارنة ب412 حصاناً بالطراز السابق. وبالنسبة الى محرّك فئة «ديوراتيك» V6 المصنّع بالكامل من الألومنيوم بسعة 3.7 ليتر (24 صماماً)، فيولّد طاقة حصانية لا تقل عن 300 حصان، مع أقصى عزم دوران يبلغ 366 نيوتن متراً. ويستفيد هذا المحرّك بدوره من تقنية التحكّم المزدوج بالتوقيت المتغاير لفتح الصمامات وغلقها وزاوية هذا الفتح. تطوّر لافت عند قيادة موستانغ الجديدة ستكتشفون سريعاً مدى الاهتمام الذي منحه إياها مهندسو فورد، خصوصاً على مستوى السلوك الديناميكي من خلال تزويدها بنظام تعليق أمامي وخلفي جديدين. فقد أستعين بمفصل متحرّك مزدوج لقوائم ماكفرسون في الأمام ومحور مُدمج مستقل من الخلف مع إخضاع المخمّدات والنوابض المعدنية لتصبح أكثر قساوة من قبل، للتجاوب مع المنعطفات بكفاءة أكبر. أما بالنسبة الى قائمة تجهيزات السلامة والأمان والتقنيات المتطورة، فيبرز في هذا الإطار النسخة الأحدث من نظام فورد «سينك» المعلوماتي الترفيهي، وميزة المفتاح المبرمج MyKey، إضافة الى تجهيزات قياسية على غرار تطبيق Track Apps، ونظام MyColor لخلفية لوحة عدادات القيادة ومؤشراتها، ونظام Shaker Pro الصوتي الجديد، ليتمكن السائقون من تخصيص سياراتهم كما يحلو لهم. اختبار ميداني عند قيادتي جديدة فورد على الطرق الأميركية، تعزز لدي شعور الثقة من خلال القدرة على تحكّم الأداء بالطريقة التي أريد. ويذكر أن هذه المركبة متوافرة بأنماط مختلفة للقيادة تتنوع ما بين العادي، الرياضي والحلبات والثلجي والرطب. فعلى الطرق المتعرجة مثلاً أو عند القيادة على الحلبات أو الطرق المقفلة، كان في إمكاني الضغط على المفاتيح الموجودة في الكونسول لتعديل جهد التوجيه واستجابة المحرّك سريعاً، إضافة إلى تعديل إعدادات ناقل الحركة ونظام التحكّم الإلكتروني بالثبات ESC. وعندما يحين الوقت لإطلاق العنان للسيارة على الحلبة، تتضمن موستانغ GT في الطرز المزودة بنظام نقل الحركة اليدوي، نظام التحكّم بالإنطلاق القياسي الذي يسمح للسائقين بالحصول كل مرة على إنطلاقة ثابتة وسلسة. كذلك نالت هذه المركبة نظام «أدفانس تراك» للتحكّم الإلكتروني بالثبات، الذي يتناسق عمله مع نظام منع إنغلاق المكابح ABS ومانع الإنزلاق الدفعي Traction Control، ونظام المعلومات المتعلّقة بالزوايا غير المرئية BLIS مع نظام الإنذار عند الرجوع إلى الخلف CTA ومثبّت السرعة المتأقلم، فيما يسمح نظامSYNC Applink للسائقين بالتحكّم بتطبيقات هواتفهم الذكية والإستماع إلى الموسيقى المفضلة لديهم والإستمتاع بالترفيه. أما أكثر ما لفت نظري مع هذه المركبة، فيتمثّل بنظام غلق الإطارات او Line Lock الذي يقوم عند الانطلاق بغلق العجلات الأمامية ونقل العزم إلى العجلات الخلفية، التي تبدأ بالإنزلاق مخلّفة وراءها الدخان وصوت حفيف الإطارات قبل الانطلاق بقوة عالية لمزيد من المتعة والمغامرة، والتي تتعزز من خلال الوسائد الهوائية مزدوجة درجات الإنتفاخ وأحزمة الأمان ثلاثية نقاط التثبيت وغيرها.