ظلت صادرات النفط العراقية من المرافئ الجنوبية قريبة من مستويات قياسية مرتفعة في تشرين الأول (أكتوبر)، بينما قفزت الشحنات الكردية في علامة جديدة على أن القتال لا يحول دون نمو الإمدادات من ثاني أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). وبعد أربعة أشهر على صعود أسعار النفط إلى 115 دولاراً للبرميل بفعل تقدم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في شمال العراق، لم تتسبب الاضطرابات في تقليص صادرات البلاد من الجنوب حيث المنفذ الرئيسي لتصدير الخام العراقي إلى الأسواق العالمية. وأظهرت بيانات ملاحية ترصدها "رويترز" أن "صادرات مرافئ جنوبالعراق بلغت 2.55 مليون برميل يومياً في المتوسط على مدى أول 23 يوماً من تشرين الأول". وقدّم مصدر في القطاع يتابع حركة الصادرات تقديرات مماثلة. وفي ضوء ارتفاع إمدادات العراق وتعافي الإنتاج في ليبيا رغم الصراع الدائر هناك، تزداد الصعوبات التي تواجهها منظمة "أوبك" المقرر أن تعقد اجتماعاً يوم 27 تشرين الثاني (نوفمبر) لبحث سياسة الإمداد. وتراجعت أسعار النفط كثيراً عن مستواها المرتفع في حزيران (يونيو) لتهبط إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات عند 82.60 دولار للبرميل هذا الشهر بفعل وفرة المعروض. وقال المحلل لدى "كومرتس بنك" في فرانكفورت كارستن فريتش إنه "حتى الآن لم تبد أي دولة استعدادها لخفض الإنتاج، لذا سيكون من الصعب على أوبك التوصل إلى اتفاق شامل". وتزيد صادرات الموانئ الجنوبيةالعراقية منذ بداية تشرين الأول قليلاً عن متوسطها البالغ 2.54 مليون برميل يومياً في أيلول (سبتمبر) بأكمله، وتقترب بشدة من متوسط أيار (مايو) البالغ 2.58 مليون برميل يومياً، والذي كان الأعلى منذ عام 2003 على الأقل. ووصل إجمالي صادرات الموانئ الشمالية والجنوبية في العراق إلى مستوى قياسي بلغ 2.80 مليون برميل يومياً في شباط (فبراير). لكن الصادرات الشمالية من خام كركوك متوقفة منذ الثاني من آذار (مارس) إثر هجمات على خط الأنابيب الممتد إلى تركيا، وهو ما يبقي على إجمالي الصادرات دون طاقتها القصوى. ومع استمرار توقف صادرات كركوك وصعوبة عودتها قريباً، يصدّر إقليم كردستان العراق كميات متزايدة من النفط في شكل مستقل عن بغداد عبر ميناء جيهان التركي. وقالت وكالة الطاقة الدولية إن "متوسط صادرات كردستان بلغ 180 ألف برميل يومياً في أيلول". وذكر مصدر في القطاع يتابع حركة الشحنات، إن "هذا المتوسط ربما وصل إلى 200 ألف برميل يومياً في تشرين الأول". ويبيع مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية" كميات صغيرة من الخام بعد أن سيطروا على حقول نفط في شمال العراق في حزيران، وينتجون منها حوالى 28 ألف برميل يومياً. وقدّرت شركة "آي.إتش.إس" للأبحاث هذا الأسبوع أن "التنظيم أنتج ما بين 50 إلى 60 ألف برميل يومياً قبل الضربات الجوية التي قادتها الولاياتالمتحدة في الآونة الأخيرة، وذلك من حقول تشمل حقول النفط التي سيطر عليها التنظيم في سورية". وأضافت أن "قيمة هذه المبيعات تبلغ حوالى مليوني دولار يومياً، إذ يباع النفط في السوق السوداء بخصومات كبيرة عن أسعاره العالمية ليتراوح سعره بين 25 و60 دولاراً للبرميل".