اتهم الدكتور محمد البرادعي المنسق العام ل «جبهة الانقاذ» المصرية المعارضة جماعة «الإخوان المسلمين» بسرقة الثورة، مؤكداً ان هؤلاء فشلوا بامتياز سياسياً واقتصادياً وأمنياً بعد سنة على تولي محمد مرسي مقاليد الرئاسة. واعتبر ان الوقت حان ليعترف مرسي بفشله ويفسح في المجال لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، مشدداً على الطابع السلمي للاحتجاجات التي دعت اليها المعارضة في 30 حزيران (يونيو) الحالي. وأكد انه غير مرشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وحذر البرادعي من محاولة خطرة لتغيير طبيعة مصر وروحها. وقال: «ما يطلق عليه الآن «تمرد» هو تمرد على محاولة تغيير روح مصر. روح مصر الاعتدال والوسطية والتسامح والفكر المستنير والفنون، روح مصر هي طه حسين وأم كلثوم ونجيب محفوظ، هي السينما المصرية وعبدالرزاق السنهوري». وكان البرادعي يتحدث الى «الحياة»، في منزله في القاهرة، في حوار ينشر على حلقات بدءاً من اليوم. وتحدث عن اندلاع الثورة والآمال التي اطلقها ميدان التحرير. وقال ان المجلس العسكري الذي تولى السلطة بعد تنحي مبارك استقبله بالكثير من التوجس. وكشف مضمون حوارات أجراها مع قادة هذا المجلس، وأن المشير حسين طنطاوي ابلغه ان «الاخوان» وضعوا «فيتو» على احتمال توليه منصب رئيس الوزراء. وقال انه أُبلغ لاحقاً ان مرسي اتصل بالعسكريين مهدداً وقال لهم: «سنحرق البلد اذا اصبح البرادعي رئيساً للوزراء». ورأى ان تمسك العسكريين بمكتسباتهم وتخوفهم من ابتزاز «الاخوان» لهم سهّلا وصول «الاخوان» الى الحكم وولادة «فرعون جديد». قال البرادعي ان الاقتصاد المصري منهار حالياً والفقر يتزايد ومعه الغضب، ومفاصل الدولة تتآكل، وأن الرئيس يسير بلا رؤية، ما ضاعف التوتر ودفع البلاد في منحدر شديد الخطورة. وتحدث عن تخبط واضح في التعامل مع المشكلات المطروحة بدءاً من امن سيناء وصولاً الى ملف مياه النيل والسد الاثيوبي. ورأى ان التجربة اكدت افتقار «الاخوان» الى الخبرة، و «كل الدلائل تشير الى ان مكتب الارشاد هو جزء اساسي من عملية الحكم»، ملاحظاً انه «لا يكفي ان يؤدي الرئيس صلاة الجمعة». وروى البرادعي ان الرئيس السابق حسني مبارك لم يكن سعيداً بعودته الى البلاد في 2010 وانخراطه في الدعوة الى اصلاحات، متمنياً لو ان مبارك اقتدى بالرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي وأراح مصر واستراح. وبعدما لفت الى ضرورة معاقبة المرتكبين، دعا الى مصالحة وطنية واحتواء من أيّدوا مبارك من دون التورط في جرائم. وتحدث البرادعي عن لقاءات عقدها يوم كان رئيساً للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكشف ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قال صراحة انه يريد التفاوض مباشرة مع اميركا ولا يريد روسيا او الصين. وأشار الى ان ما سمّي البرنامج النووي الليبي كان مجرد جنين بدائي.