دان رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية اللبنانية وليد جنبلاط «بشدة» قصف الجيش السوري بلدة عرسال قبل أيام، واصفاً إياه ب «الخرق الفاضح للسيادة اللبنانية». ورفض «أي إطلاق للصواريخ باتجاه الأراضي اللبنانية من أي جهة أتى»، داعياً إلى «إنشاء مخيم للنازحين السوريين عل ذلك يساهم في رفع جزء من المعاناة الإنسانية الكبيرة التي يمرون بها، وهذه مسؤولية أخلاقية بالدرجة الأولى». وسأل جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الإلكترونية أمس: «أيهما أفضل؟ الاستمرار في السجال حول المجلس الدستوري وقانون التمديد للمجلس النيابي أم دعم الجيش اللبناني للقيام بمهامه الشاقة في المناطق الملتهبة والتي تتنامى فيها مناخات التوتر والتشنج؟ أليس بعض النواب الميامين ممن يشنون حملة علينا اليوم هم من أركان التفاهم على التمديد، وهل هذا موقفهم الخاص أم موقف الكتلة التي ينتمون إليها؟ وماذا عن التدخل غير المفهوم لبعض السفارات في هذه المسألة الداخلية؟ وأيهما أفضل إغراق لبنان في النيران السورية المشتعلة من خلال تصوير الصراع أنه مع التكفيريين أو عبر الدعوات المتواصلة للجهاد، حتى من غير أصحاب الصلاحية أحياناً، أم السعي لبناء الحد الأدنى من التفاهم على تنظيم الخلاف السياسي والحيلولة دون انفجار الوضع؟». وتابع جنبلاط: «أيهما أفضل؟ أن يراهن اللبنانيون بمختلف انتماءاتهم على الحلول السحريّة التي لن تتحقق في سورية أم الذهاب إلى تأليف حكومة وحدة وطنيّة تنقل الخلاف من الشوارع إلى طاولة مجلس الوزراء وتسعى لتنفيسه وتبريده والحد من امتداداته اليوميّة كما حصل في طرابلس والآن في البقاع الشمالي ومناطق أخرى مرشحة للتوتر أيضاً وشهد بعضها أخيراً جرائم قتل مستنكرة استهدفت علي الحجيري ثم الشبان الأربعة والتي لا بدّ أن يتم في الحالين ملاحقة القتلة وتوقيفهم؟». دعم سليمان وسأل إذا كان من الأفضل «أن ندعم مواقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان التي تنطلق من حرصه التام على السيادة الوطنية ودعم مواقف البطريرك بشارة الراعي الذي وضع الإصبع على الجرح وعكس ضجر معظم اللبنانيين من الانقسام العمودي الحاد الذي يتمثل بفريقي 8 و 14 آذار... وأن نتواضع جميعاً كقوى سياسيّة لتسهيل تأليف الحكومة بدل أن ينظّر البعض من الأعالي ويصدر مواقف من شأنها تعقيد الأمور بدل المساعدة على حلها». كما سأل: «أيهما أفضل؟ التساجل المستمر عبر المواقف النارية من داخل وخارج لبنان أم السعي لتهدئة ما ولو استمر التباين العميق حول الملفات الكبرى؟ وأيهما أفضل أن نسعى لإقرار مجموعة من الخطوات المهمة للحد من التردي الاقتصادي لا سيما في ضوء المقاطعة العربية المتصاعدة والتخفيف من المعاناة الاجتماعية أم مواصلة السقوط في الوحول السوريّة التي لا توحي المؤشرات بقرب استنباط حلول جذرية لها، إذ إن استيلاد حلول كهذه لا يتم من خلال اللقاءات الجانبيّة بين الرؤساء في إرلندا أو غير إرلندا؟». ورأى جنبلاط ان «في المسألة السوريّة، لا مناص من حل سياسي من خلال مؤتمر دولي تشارك فيه كل الدول العربية والإقليمية المعنية بالحفاظ على وحدة سورية وخروجها من الحرب الأهلية، يفضي إلى رحيل الرئيس السوري ومعاونيه الذين تلطخت أيديهم بالدماء بالتوازي مع الحفاظ على المؤسسات وأجهزة الدولة والجيش. وهذا الحل قابل للتطبيق من خلال قرار يُتخذ في مجلس الأمن ويتضمن إرسال قوات دولية تشمل الدول الكبرى لتنفيذه. وسبق للبنانيين أن تقاتلوا منذ عام 1975 حتى عام 1990، وحولوا لبنان إلى ساحة لحروب الآخرين على أرضهم ولم ينته الأمر إلا في تسوية «الطائف»، التي رغم النواقص، أسكتت المدفع بدفعٍ من الجيش السوري الذي تحوّل إلى ناظمٍ للتطبيق، ولو رافق ذلك الكثير من الملاحظات السلبيّة». لتوحيد المعارضة السورية واعتبر ان «الشعب السوري ليس بحاجة لفتاوى جهاديّة أو لطارئين من كل حدب وصوب يشوهون ثورته، بل إن معارضته بحاجة لتوحيد رؤيتها والتواصل الفعلي مع التنسيقيات التي كانت في أساس الثورة السورية. ولا بد من التنويه بموقف السيد مقتدى الصدر وكلامه الموجه إلى زعيم تنظيم «القاعدة» ايمن الظواهري وتشديده على بقاء سورية متنوعة وليست ساحة «قاعدية ولا إرهابية ولا تشددية». وسأل: «أيهما أفضل؟ تحويل حديقة اليسوعية إلى مرآب إسمنتي للسيارات أم الاستماع إلى آراء أهالي المحلة الذين عبروا عن رأيهم الرافض لهذا القرار؟»، منتقداً تجارب سابقة مع بلدية بيروت.