قالت الفنانة السورية فلسطينية الأصل أناهيد فياض "إن الأحداث الدائرة في سوريا منذ عدة سنوات لم تكتف بقتل البشر وتدمير الحجر بل سحقت الفن السوري أيضاً وخاصة الأعمال الدرامية والتمثيلية". وفي حوار مع مراسل "الأناضول" للأنباء، أضافت فياض التي تزور قطاع غزة أن "المشهد بات معقداً ولا يمكن التكهن بمستقبل سوريا وكل ما أتمناه أن تعود الشام وأهلها كما كانت وتعود الحياة بسوريا إلى سابق عهدها فالقتل والتدمير المستمر منذ سنوات يعذب كل فنان عاش هناك وتنسم هواء دمشق". وتابعت "كما أن الحياة متوقفة في سوريا، وقد لحق بالفن والأعمال الدرامية أضراراً هائلة فقتل عدد من الفنانين والممثلين ودمرت العديد من الاستديوهات والمواقع الأثرية التي كانت تستخدم للتمثيل". وبحسب فياض "فلابد للفن أن يعكس الواقع ولكن من الطبيعي أن يختفي في ظل هذه الأحداث بسبب الارتباك الموجود على الساحة السورية والمستقبل الغامض والصعب الذي تعيشه. للأسف الشعب السوري يدفع ثمن ما يجري والفن أيضاً". وأوضحت الفنانة السورية أن الدراما السورية كان لها النصيب الأكبر من التأثير وتراجع إنتاجها الفني بسبب الأحداث الدائرة وظهر ذلك على الشاشات العالمية وسيظهر ذلك أكثر في شهر رمضان الذي تعود فيه المشاهدون بمختلف أنحاء العالم وخاصة العالم العربي على مشاهدة الدراما الشامية المميزة عن باقي الدراما العربية الأخرى". وأعربت عن أملها أن تنتهي الأزمة في سوريا بشكل سريع وتستمر الدراما السورية بنفس القوة والتميز وتعود للمواجهة من جديد. وقالت فياض "لا يمكن التكهن بمستقبل سوريا حالياً فالمشهد معقد لكن الشعب السوري يستحق الحرية ونتمنى أن تعود البلد وسكانها قوية متماسكة من جديد وتتخطى كافة العقبات، وينتهي الاستبداد وترفع عنها المؤامرات الخارجية". وتأمل الممثلة السورية أن تتناول الدراما في الوقت العالي قضايا المرأة وتلك التي تخص فلسطين، متمنية أن يتم إنتاج مسلسل يحمل عنوان "إرادة الشعب الخالصة" يتناول أحداث الأزمة السورية. وعن الأضرار التي لحقت بالأماكن الأثرية التي تُستخدم في التمثيل وأثره على الفن مستقبلاً، قالت فياض "الحجر يعوض لكن البشر لا يعوضوا، والحجر يعمر ولكن الأرواح التي تزهق لا يمكن أن تعود". واستدركت بالقول "لكن يتحطم قلبي عندما يسقط أي جزء من المناطق التي كنا نعيش ونمثل بها خاصة الأثرية، وكل حجر يسقط هو قطعة من قلبي لكنه معوض، لكن الخسائر البشرية أهم ولا يمكن تعويضها". وأضافت "الساحة الفنية افتقدت نخبة من الفنانين خلال الثورة، أبرزهم الفنانين أحمد رافع، وحسن دكاك، وياسين بقوش، وطارق سلامة وغيرهم". وحول ما يجري في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بسوريا الذي نشأت الممثلة فياض فيه قالت "ما يحدث بالمخيم من قتل ودمار وخراب شيء مؤلم وصعب للغاية، يكسر ذاكرتي المليئة بالذكريات الجميلة التي قضيتها داخله أثناء طفولتي". وأشارت إلى أنها علمت من خلال تواصلها مع أقربائها وجيرانها بالمخيم، أن الكثير من أهل المخيم نزحوا منه، وأن منازل كبيرة طالها الدمار بفعل المعارك الدائرة به وبمحيطه. وبحسب الممثلة السورية الشهيرة فإنها كانت تحلم بزيارة فلسطين وقطاع غزة -مسقط رأسها- بشكل خاص، مشيرة إلى أنها تشعر بالفخر كونها فلسطينية الأصل لما قدمه الشعب الفلسطيني من تضحيات وصمود. وقالت "لم أستطع أن أصف شعوري عندما دخلت غزة فكل فلسطيني يحلم بالعودة إلى وطنه وهو حق طبيعي لكل لاجئ ورغم أنني ولدت في الشتات إلى أن وطني فلسطين لم أنساه ولو للحظة واحدة". وتابعت "غزة بالنسبة لي الأمل والحُلم الذي راودني منذ الصغر وهي الوجع أيضًا الذي ألمني على مر السنين بسبب ما تتعرض له من ظلم". وواصلت حديثها "أنا سعيدة لأني دخلت غزة دون تأشيرة لكني حزينة لأني لم أتمكن من رؤية فلسطين بشكل كامل بسبب الاحتلال والحصار والحدود المفروضة التي تحول دون التنقل بين المدن والبلدات الفلسطينية". ورأت فياض أن "الظروف ليست سهلة بغزة بسبب الحصار، فأثاره تظهر بشكلٍ جلي على وجوه الناس هنا، كذلك من خلال الأزمات التي يمرون بها كأزمة الكهرباء والمياه وغيرها من الأزمات الأخرى". وتزور الممثلة فياض عائلتها في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة منذ ثلاثة أيام وستغادر القطاع إلى الأردن حيث تقطن منذ العام 2011 غدا الثلثاء. وفياض ممثلة فلسطينية كانت تعيش في سوريا من مواليد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين 6 يوليو/ تموز 1983، وانتقلت للعيش بقلب العاصمة دمشق، ودرست في المعهد العالي للفنون المسرحية وتخرجت منه عام 2004، قبل أن تتزوج من موظف الاتصالات الأردني مثنى غرايبة، وتنتقل للعيش معه في الأردن عام 2011. وأبرز أعمال فياض الفنية هو، مسلسل "الهروب إلى القمة" هو أول أعمالها عام 2004، وثاني أعمالها كان مسلسل "أشواك ناعمة" ويتداول هذا المسلسل قصة مجموعة من طالبات المدارس في مرحلة الثانوية من بينهم كانت أناهيد فياض عام 2005. وشاركت بعد ذلك في مسلسل "بيت جدي" وكان لهذا المسلسل نسبة مشاهدة عالية تم عرضه عام 2008، ومثلت في مسلسلي "التغريبة الفلسطينية" و"باب الحارة"، وكان لها دور في الأدوار المدبلجة بالمسلسلات التركية.