انتقد رئيس حزب "الوحدة الديمقراطي" الإثيوبي المعارض سد النهضة الذي تبنيه بلاده على أحد روافد نهر النيل وترفضه مصر، ووصفه بأنه "مشروع استثماري خاص بالائتلاف الحاكم وليس مشروعاً وطنياً"، وهو ما أثار اتهامات له ب "الخيانة". ونقل التلفزيون الرسمي الإثيوبي تصريحات لنقاسو قدادا، رئيس حزب الوحدة، قال فيها إن "سد النهضة مشروع استثماري خاص بحزب الجبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الإثيوبية (الذي يقود الائتلاف الحاكم) وليس مشروعا وطنيا". وبث التلفزيون الإثيوبي هذه التصريحات خلال نشرات الأخبار اليومية من مساء أمس إلى اليوم الأحد، مشفوعة بتعليقات من المذيع تصفها ب"المجردة من الوطنية"، وب "الخيانة". يشار إلى أن حزب الوحدة الديمقراطي الإثيوبي هو الحزب المعارض الوحيد الذي وقف معارضاً لمشروع سد نهضة إثيوبيا، بينما اتفق المعارض البارز ميريرا غودينا، رئيس حزب المنبر الإثيوبي المعارض، مع الحكومة في مشروع السد، واعتبره مشروعاً وطنياً، على رغم اختلافه في الكثير من المواقف والتباين في الآراء مع الائتلاف الحاكم. وأعلنت إثيوبيا الشهر الماضي بشكل مفاجئ بدء تحويلها مجرى نهر النيل الأزرق (أحد روافد نهر النيل)؛ تمهيدا لبناء "سد النهضة" لتوليد الكهرباء، وهي الخطوة التي تسببت في غضب شعبي واسع في مصر وتحفظ رسمي، حيث تخشى القاهرة من تأثيره سلباً على حصتها من مياه النيل. وصدَّق البرلمان الإثيوبي، الأسبوع الماضي، على الاتفاقية الإطارية لإعادة تقسيم مياه النيل بين دول حوضه العشرة المعروفة باتفاقية "عنتيبي". وكانت إثيوبيا علقت المصادقة على الاتفاقية في 2011 إلى أن يتم انتخاب برلمان ورئيس جديد لمصر، عقب الثورة التي اندلعت في 25 يناير (2011) وأنهت حكم الرئيس السابق حسني مبارك. وبذلك يصبح عدد دول الحوض التي وقعت على هذه الاتفاقية حتى الآن: إثيوبيا، كينيا، أوغندا، تنزانيا، رواندا، بوروندي. وتدخل الاتفاقية حيز التنفيذ حالما صدقت كافة برلمانات الدول الموقعة عليها.