انتشل 70 متطوعاً حمولة شاحنتين من المخلفات والنفايات البيئية التي كانت «تخنق» غابات «المانجروف» في المنطقة الشمالية لخليج تاروت، وقاموا بإزالتها ضمن الحملة الثالثة التي تتم في المنطقة للمحافظة على البيئة. وشارك متطوعون من أعمار مختلفة، بينهم نساء ورجال، كما شارك في الحملة أطفال دون سن السادسة، رغم ارتفاع درجات الحرارة. ومن مناطق متعددة من المملكة، إضافة إلى مشاركة جنسيات متعددة، في الحملة التي نظمتها لجان وهيئات أهلية نجحت في استقطاب المهتمين بحماية البيئة، حيث أسهمت لجنة سيف البيئية بشركة أرامكو السعودية، ولجنة أصدقاء البيئة، بالتعاون مع أصدقاء العمل التطوعي، وجمعية العطاء النسائية، في استقطاب المشاركين، فيما تسعى اللجان إلى تنظيم حملة رابعة خلال الشهر المقبل. وأوضح المنظمون للحملة أن هدفهم التأكيد على أهمية المحافظة على ما تبقى من أشجار «المانجروف» وحمايتها، وعدم تحويلها لمكب للنفايات بعيداً عن عيون الرقابة، وقالت عضو جمعية العطاء النسائية دلال العوامي إلى «الحياة»: إن «الهدف من المشاركة هو الحفاظ على البيئة حيث سبق وقمنا بتنظيف كورنيش القطيف، وهذه رسالة إلى المجتمع والتأكيد على الحفاظ على البيئة وحمايتها». وأضافت أن «المانجروف» يعتبر «ثروة يجب المحافظة عليها، ولهذا قمنا بالتنسيق مع الجمعيات الأخرى، واستقطبنا العديد من المشاركين من خارج المنطقة، والذين أبدوا رغبتهم للمشاركة في تنظيف البيئة، والإسهام في إيصال رسالة للمجتمع عن أهمية الحفاظ على البيئة». وأشارت إلى أن «المشاركين في الحملة من مختلف أطياف المجتمع، إذ شارك أطفال دون الست سنوات، إضافة إلى متقاعدين، كما شارك العديد من مختلف طبقات المجتمع مع اختلاف مستوياتهم العلمية والأكاديمية، حيث بلغ عدد المشاركين 70 شخصاً»، وأضافت «ليس هدفنا تنظيف المنطقة فقط، بل نود إيصال رسائل مختلفة إلى المجتمع، بضرورة إيقاف المخالفين، والمحافظة على بيئتنا بأنفسنا، وأن يرتفع الحس الاجتماعي والبيئي لدى الجميع». فيما قال مدير لجنة العمل التطوعي، المهندس منير العوامي : إن «الحملة هدفت إلى توعية المجتمع بأهمية المحافظة على البيئة»، وقال «ركزنا على مشاركة الناشئة بهدف غرس هذه المفاهيم السامية لديهم منذ سنواتهم الأولى»، مضيفاً «الجميل في هذه الحملة أن أسراً مكونة من الوالدين والأبناء شاركت فيها، مما أعطى انطباعاً جميلاً عن مدى تفهم المشاركين لضرورة المحافظة على البيئة»، مشيراً إلى أن «المشاركين كانوا من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية، والملفت أن هناك بعض اللجان التطوعية من بعض الشركات الأهلية في المنطقة، كما شارك كشافون من كشافة منطقة التوبي». وحول حجم المخلفات التي تم انتشالها، قال «تم تعبئة أكثر من شاحنتين معظمها من إطارات السيارات المستعملة، بالإضافة إلى بعض الأنقاض الأخرى المتنوعة». وأوضح أن «مشروع تنظيف غابات (المنجروف) مازال بحاجة إلى جهود جبارة، إذ تم تحديد موعد آخر لتكرار هذه الحملة من جديد ونتمنى أن يتوقف المخالفون عن رمي المخالفات، ويساهم المجتمع في حماية البيئة».