خرقت الهدوء الذي يسود مدينة طرابلس (شمال لبنان) واقعة أمنية تمثلت بإلقاء مجهول قنبلة يدوية على مخفر تابع لقوى الأمن الداخلي في محلة أبي سمرا فأصابت سيارة تابعة للمخفر مركونة أمامه. وسجل الاعتداء بعد قليل على إعلان مقتل أحد المطلوبين من الأجهزة الأمنية ويدعى عبدالحميد أحمد حسون أثناء مطاردته من قبل دورية لقوى الأمن الداخلي في زغرتا. المطاردة وجرت مطاردة حسون، وفق ما جاء في رواية «الوكالة الوطنية للإعلام» (الرسمية) قبالة مدرسة الكرملية في مجدليا باتجاه منطقة العيرونية، وبسبب زحمة السير على الأوتوستراد سلك حسون طريقاً ترابية فرعية ففوجئ بأنها مقفلة في الوسط، فترك سيارته من نوع مرسيدس بيضاء اللون وترجل منها شاهراً مسدسه باتجاه عناصر الأمن وأطلق النار عليهم فرد العناصر على مصدر النيران، فأصيب بجروح بالغة، ونقله عناصر الصليب الأحمر إلى مركز الشمال الاستشفائي في زغرتا حيث ما لبث أن فارق الحياة. ولاحقاً صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي – شعبة العلاقات العامة بلاغ اوضحت فيه ان «في الثامنة صباح امس، وفي محلة مجدليّا قضاء زغرتا، وأثناء قيام دورية من مخفر درك زغرتا بمراقبة ورش البناء المخالفة ضمن نطاقها الإقليمي، صودف مرور اللبناني المدعو عبدالحميد حسون (مواليد عام 1973) المطلوب للقضاء بموجب ستة بلاغات بحث وتحرٍ بجرائم ظهور مسلّح أمام ورش البناء لمنع قوى الأمن من تأدية واجبها، والذي يعمل في ورش عدّة مخالفة، ولدى الطلب اليه التوقف، بادرهم بإطلاق النار من مسدس حربي كان بحوزته محاولاً الفرار على متن سيارة نوع مرسيدس لون أبيض كان يقودها وبرفقته رجُل آخر مجهول الهوية، حيث طاردوه الى أن وصل الى طريق ترابي غير نافذ، عندها ترجّل من السيارة مستمراً في إطلاق النار باتجاه العناصر، ما اضطرهم الى الردّ بالمثل، أصيب خلالها بطلق ناري، نُقل على أثره الى أحد المستشفيات في المدينة، لكنه ما لبث أن فارق الحياة. التحقيق جارٍ بإشراف القضاء المختص». وطلبت المديرية من المواطنين «التحلّي بقدرٍ عالٍ من المسؤولية والحكمة في هذه الظروف الدقيقة، والالتزام بالقوانين والأنظمة والابتعاد عن مظاهر العنف، حفاظاً على أمنهم وسلامتهم، لما فيه مصلحةً للوطن». وأشارت مصادر أمنية إلى أن مجموعة حاولت اقتحام منزل رئيس المخفر المذكور في محلة القبة في طرابلس إلا أن الإجراءات الأمنية حالت دون ذلك فتوجه أحدهم إلى المخفر ورمى القنبلة. اعتصام في الأسواق القديمة إلى ذلك، نفذ عدد من أهالي الأسواق القديمة في طرابلس التي شهدت معارك في الأيام الماضية بينهم وبين مجموعة من آل النشار (ينتمون إلى «حركة الناصريين العرب)، اعتصاماً عقب صلاة الجمعة، في باحة جامع المنصوري الكبير. وألقى الشيخ جمال الصديق كلمة طالب فيها رئيسي الجمهورية والحكومة (حكومة تصريف الأعمال) وقائد الجيش «بسحب كل المجموعات المسلحة التابعة ل «حزب الله» في المدينة فوراً»، وقال: «مرت على طرابلس أحداث وجولات عدة من المعارك في التبانة وداخل الأسواق دمرت خلالها منازل ومحال تجارية واحراق سيارات فضلاً عن الخسائر الاقتصادية في طرابلس». وحذر من «وجود مثل هذه المراكز المسلحة». وحمل المسؤولية للأجهزة العسكرية والأمنية وللسياسيين في المدينة والدولة». التعويض وكان وزير المال في حكومة تصريف الأعمال محمد الصفدي أعلن أمس، عن توقيع مرسوم سلفة خزينة بمبلغ عشرين بليون ليرة لمصلحة «الهيئة العليا للإغاثة» لصرفها كتعويضات على المتضررين في أحداث طرابلس. وقال في تصريح: «إن التعويض على أهالي طرابلس حق لهم، ومهما بلغت قيمته فإنه لا يساوي قطرة دم سالت في هذه المدينة نتيجة أحداث عبثية لا علاقة لأهل طرابلس بها، فرحمة الله على الشهداء والتمنيات للجرحى بالشفاء». ورأى أنه «آن الأوان لإسقاط الفتنة في طرابلس، ولضخ الأموال في شرايين الاقتصاد لدفع عجلة التنمية بدل هدر الأموال في شراء السلاح وإشعال حروب دفعت المدينة غالياً ثمنها على مدى السنوات الماضية».