نجا وزير الشباب والرياضة اللبناني فيصل كرامي، بأعجوبة من إطلاق نار وقنابل يدوية على موكبه أمس في طرابلس، في حادث وصفه والده الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي بأنه «ابن ساعته»، بعد أن حال اعتصام كان ينفذه مناصرون للموقوفين الإسلاميين في السجن احتجاجاً على عدم محاكمتهم منذ 5 سنوات، دون مروره من أحد الطرق بينما كان ذاهباً لأداء صلاة الجمعة، فسلك طريقاً آخر واعترضه مسلحون تابعون لإحدى المجموعات الإسلامية بقيادة أحد المطلوبين للقضاء، وجرى تلاسن بين عناصر تلك المجموعة وبين مرافقي كرامي وجرى اطلاق نار في الهواء، مرّ بعده موكب الوزير كرامي، لكن قنبلة ألقيت على سيارة مرافقيه فجرح 4 منهم حالة أحدهم حرجة، كما أصيب بعض الموجودين في المكان بينهم أحد عناصر المجموعات الإسلامية وإصابته خطرة. وتهيّبت فاعلات المدينة الحادث أمس وانسحب المعتصمون في ساحة عبدالحميد كرامي ومحيطها بعد وقوعه، وأعلن الجيش اللبناني فرض طوق أمني حول مكان وقوعه، وباشر ملاحقة مطلقي النار لتسليمهم الى القضاء فيما زار وزير الداخلية مروان شربل المدينة وترأس اجتماعاً أمنياً أعلن بعده وجوب نزع السلاح فيها لتكون المثل الصالح لكل لبنان، معتبراً بأن جميع السياسيين فيها مسؤولون ومطالباً بحال طوارئ سياسية لأن المواطن يجب ألا يشعر بأنه متروك لأن السياسيين لم يعودوا يمونون على المسلحين. وقال شربل رداً على سؤال إن الوزير كرامي «حاول تحاشي المشكلة لكنهم لحقوه... وأحدهم رفع المسدس عليه ولو لم يرفع من كان بجانبه يده (من يحمل المسدس) لكان قتله». وزار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي منزل آل كرامي في طرابلس، كما اتصل بهم رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيسا الحكومة السابقان سعد الحريري وفؤاد السنيورة، وآخرون لتهنئة الوزير كرامي بالسلامة. وإذ أعلن الأخير أنه «لا يعتقد أنه كان مستهدفاً والمقصود أمن طرابلس»، قال الرئيس كرامي إن «العناية الإلهية تدخلت لإنقاذ فيصل وخيارنا هو الدولة ولا نتهم أحداً ولا نحمل ضغائن لأحد وما جرى غلطة من المسلحين، ولن ندعي على أحد». وفي موازاة قطوع طرابلس، أطلق رئيس الجمهورية ميشال سليمان مواقف مهمة في زيارة لافتة قام بها للجنوب أمس حيث تفقد القوات الدولية (يونيفيل) هناك ووحدات الجيش. وتناول في كلمة مطولة أثناء لقائه ضباط الجيش موضوع قانون الانتخاب قائلاً: «نحن مدعوون الى تطبيق الديموقراطية التوافقية التي يتمتع بها لبنان وعندما فكرنا بتغيير قانون الستين (المعمول به حالياً والمرفوض من القيادات المسيحية كافة ومن أحزاب في قوى 8 آذار) فلأنه أدى الى فرز بين الطوائف وتكوين كتل تابعة للمذاهب، وأحادية في أكثرية المذاهب». ورد الرئيس سليمان على قول زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون ان قضية قانون الانتخاب هي قضية حقوق، من دون أن يسميه فأكد أن «هدفنا هو الذهاب باتجاه قانون يشبه الديموقراطية التعددية التي نتميز بها ويعيد فرز الكتل السياسية ليس على قاعدة المذاهب، ويلغي الأحادية الموجودة في بعض المذاهب، وليس باتجاه قانون يكرس التطرف في المذاهب، أو يستبدل الأحادية بتعددية متطرفة أو متعصبة أو طائفية. لذلك، فإن الأفضل هو قانون تعددي يعكس الوحدة الوطنية التي امتزنا بها منذ زمن الاستقلال، لأن قيمة لبنان واللبناني وحقوقه تكمن في تطبيق هذا النظام التعددي». وأمل سليمان بأن «يبتعد الخارج المحيط بنا عن اقامة محاور ومرتكزات سياسية له داخل لبنان تخدم سياسته»، مشدداً على «أننا مع السياسة التي تخدم الدول العربية وهي سياسة الجامعة العربية». وإذ طالب دول العالم بمساعدة لبنان حالياً على استيعاب النازحين السوريين تناول موضوع الاستراتيجية الدفاعية فجدد الدعوة الى الإفادة من سلاح المقاومة وفق حاجة الجيش ووفقاً لآلية قرار نتفق عليها في هيئة الحوار مذكراً بالورقة التي تقدم بها. وشهدت التحركات لمعالجة الأزمة السياسية وللاتفاق على قانون الانتخاب أمس تطوراً جديداً بالاجتماع الذي عقد أمس بين الرئيسين بري والسنيورة الذي وصف اللقاء بالإيجابي، وتكتم الجانبان على ما دار فيه.