بعدما كان يخطط ويحلم بإنهاء مسيرته الكروية بشكل مثالي لمشواره المميز بالوصول مع «أسود الرافدين» إلى مونديال البرازيل 2014، جاء قرار «السفاح» يونس محمود اعتزاله اللعب مدوياً ومفاجئاً وخارج توقعات محبيه وأنصاره في العراق بعد فقدان فرصة التأهل إلى نهائيات كأس العالم. وكان قائد منتخب العراق أعلن في وقت سابق نيته الاعتزال دولياً، لكن خروج المنتخب العراقي من تصفيات آسيا المؤدية إلى مونديال البرازيل بعد الخسارة من اليابان (صفر-1) في الجولة قل الأخيرة من هذه التصفيات دفعت السفاح ليدخل قرار اعتزاله حيز التنفيذ. وقال يونس محمود بعد تلك المباراة: «أشعر بالحزن العميق للخروج من مشوار المونديال خالي الوفاض، إنها لحظات قاسية أمر بها لعدم مساهمتي بإفراح الشعب العراقي الذي يستحق منا الكثير، وبسبب حبي لهم، فإن مهتمي انتهت مع الكرة على رغم العقود الكثيرة التي قدمت لي» وتابع: «أريد أن أعتزل وأنا في القمة». وألقى محمود باللائمة على المدرب البرازيلي زيكو لما وصلت إليه حال المنتخب العراقي وقال: «زيكو كسر شوكة اللاعبين الكبار وأسهم في إحباطهم نفسياً، ولم يتعامل معهم بمودة، وسعى لإيجاد الذرائع بالابتعاد من تدريب المنتخب، والأخير دفع ثمن ذلك منذ بداية المشوار في رحلة التصفيات». وتعرض «السفاح» وعدد من زملائه الكبار في تشكيلة المنتخب من بينهم قصي منير ونشأت أكرم وكرار جاسم إلى ضربة مؤلمة في مشوار تصفيات آسيا عندما تعمد زيكو تهميشهم وإقصاءهم من صفوف المنتخب واستدعاءه عدداً من الشباب، لكن المدرب حكيم شاكر عاد واستدعى محمود إلى صفوف المنتخب في بطولة «خليجي 21» بعدما وجد فيه الملهم والدافع الحقيقي لطاقات اللاعبين الشباب. يمتلك قائد المنتخب العراقي (30 عاماً) سجلاً حافلاً بالمشاركات والانتصارات التي ترك فيها بصماته واضحة، فبعد انطلاقته في نهائيات أولمبياد أثينا 2004 وحصل فيها العراق على المركز الرابع واصل مشواره اللافت وشارك في خمس بطولات لكأس الخليج منذ النسخة ال17 2004 في قطر وانتهاء ب«خليجي 21» في المنامة، وأسهم في حصول العراق على كأس آسيا 2007 للمرة الولى في تاريخه بإحرازه هدف العراق في المرمى السعودي في المباراة النهائية للبطولة التي اختير أفضل لاعب. وسيغيب محمود بسبب قرار اعتزاله عن مباراة «أسود الرافدين» مع أستراليا في 18 من الجاري في الجولة الأخيرة من تصفيات آسيا للمجموعة الثانية المؤهلة إلى البرازيل 2014، بعد أن وافق الاتحاد العراقي على طلبه بعدم مرافقة المنتخب الذي سيغيب عنه أيضاً سلام شاكر وعلي رحيمة ونشأت أكرم وعلاء عبدالزهرة لأسباب الإصابة والحرمان. وخاطب محمود زملاءه الشباب لحظة وداعه للمنتخب: «إن المنتخب الوطني أمانة في أعناقكم، عليكم بذل المزيد من الجهود أثناء التدريبات والمباريات لانتزاع الفوز وإسعاد الشعب الذي ينتظر منكم بشائر الانتصارات دائماً». وختم السفاح حديثه مع أعضاء منتخب بلاده وهو يودعهم بأسى وحسرة: «يبقى منتخب العراق اسماً كبيراً، له ثقله الواضح على الصعيدين العربي والقاري، ويتشرف أي لاعب بارتداء فانيتله». وحض محمود اتحاد الكرة العراقي على العمل لرفع الحظر الدولي عن المباريات في بغداد «لأن منتخبنا عانى كثيراً من اللعب خارج أرضه وكان اللاعبون يفتقدون حماسة الجمهور في ملعب الشعب الدولي التي ترهب المنافسين وتدخل في قلوبهم الرعب، والدليل أن مباراتنا أمام اليابان، كان مناصروه في ملعبنا الافتراضي بالدوحة أكثر من جمهورنا».